تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٠٥
الشورى (42 - 37)) * (يغفرون) * الاثم هو الشرك * (والفواحش) * قيل ما عظم قبحه فهو فاحشة كالزنا * (وإذا ما غضبوا) * من أمور دنياهم * (هم يغفرون) * اى هم الاخصاء بالغفران في حال الغضب والمجىء بهم وايقاعه مبتدأ واسناد يغفرون اليه لهذه الفائد ومثله هم ينتصرون * (والذين استجابوا لربهم) * نزلت في الأنصار دعاهم الله عز وجل للايمان به وطاعته فاستجابوا له بان امنوا به وأطاعوه * (وأقاموا الصلاة) * وأتموا الصلوات الخمس * (وأمرهم شورى بينهم) * اى ذو شورى لا يتفردون برأي حتى يجتمعوا عليه وعن الحسن ما تشاور قوم الا هدوا لارشد امرهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور * (ومما رزقناهم ينفقون) * يتصدقون * (والذين إذا أصابهم البغي) * الظلم * (هم ينتصرون) * ينتقمون ممن ظلمهم اى يقتصرون في الانتصار على ما جعله الله تعالى لهم ولا يعتدون وكانوا يكرهون ان يذلوا أنفسهم فيجترىء عليهم الفساق وانما حمدوا على الانتصار لان من انتصر واخذ حقه ولم يجاوز في ذلك حلى الله فلم يسرف في القتل ان كان ولى دم فهو مطيع لله وكل مطيع محمود ثم بين حد الانتصار فقال * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * فالأولى سيئة حقيقة والثانية لا وانما سميت سيئة لأنها مجازاة السوء أو لأنها تسوء من تنزل به ولأنه لو لم تكن الأولى لكانت الثانية سيئة لأنها اضرار وانما صارت حسنة لغيرها أو تسمية الثانية سيئة إشارة إلى أن العفو مندوب اليه والمعنى انه يجب إذا قوبلت الإساءة ان تقابل بمثلها من غير زيادة * (فمن عفا وأصلح) * بينه وبين خصمه بالعفو والأغضاء * (فأجره على الله) * عدة مبهمة لا يقاس امرها في العظيم * (إنه لا يحب الظالمين) * الذين يبدءون بالظلم أو الذين يجاوزون حد الانتصار في الحديث ينادى مناد يوم القيامة من كان له اجر على الله فليقم فلا يقوم الا من عفا * (ولمن انتصر بعد ظلمه) * اخذ حقه بعدما ظلم على إضافة المصدر إلى المفعول * (فأولئك) * إشارة إلى معنى من دون لفظه * (ما عليهم من سبيل) * للمعاقب ولا للمعاتب والمعايب * (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) * يبتدءونهم بالظلم * (ويبغون في الأرض) * يتكبرون فيها ويعلمون ويفسدون * (بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم) * وفسر السبيل بالتبعة
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»