تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٨٢
غافر (85 - 81)) والبحر * (ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون) * انها ليست من عند الله واي نصب بتنكرون وقد جاءت على اللغة المستفيضة وقولك فاية آيات الله قليل لان التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهي في اى اغرب لابهامه * (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم) * عددا * (وأشد قوة) * بدنا * (وآثارا في الأرض) * قصورا ومصانع * (فما أغنى عنهم) * مانافية * (ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) * يريد علمهم بأمور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها كما قال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون فلما جاءتهم الرسل بعلوم الديانات وهي أبعد شئ من علمهم لبعثها على رفض الدنيا والظلف عن الملاذ والشهوات لم يلتفتوا إليها وصغروها واستهزؤوا بها واعتقدوا انه لا علم انفع واجلب للفوائد من علمهم ففرحوا به أو علم الفلاسفة والدهريين فإنهم كانوا إذا سمعوا بوحي الله دفعوه وصغروا علم الأنبياء إلى علمهم وعن سقراط انه سمع بموسى عليه السلام وقيل له لو هاجرت اليه فقال نحن قوم مهذبون فلا حاجة بنا إلى من يهذبنا أو المراد فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به كأنه قال استهزؤوا بالبينات وبما جاؤوا به من علم الوحي فرحين مرحين ويدل عليه قوله * (وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) * أو الفرح للرسل اى الرسل لما رأوا جهلهم واستهزائهم بالحق وعلموا سوء عاقبتهم وما يلحقهم من العقوبة على جهلهم واستهزائهم فرحوا بما أوتوا من العلم وشكروا الله عليه وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم * (فلما رأوا بأسنا) * شدة عذابنا * (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) * اى فلم يصح ولم يستقم ان ينفعهم ايمانهم * (سنة الله) * بمنزلة وعد الله ونحوه من المصادر المؤكدة * (التي قد خلت في عباده) * ان الايمان عند نزول العذاب لا ينفع وان العذاب نازل بمكذبى الرسل * (وخسر هنالك الكافرون) * هنالك مكان مستعار للزمان والكافرون خاسرون في كل أوان ولكن يتبين خسرانهم إذا عاينوا العذاب وفائدة ترادف
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»