تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
التلقن بالحفظ والكتابة والقعيد المقاعد كالجليس بمعنى المجالس وتقديره عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المتلقيين فترك أحدهما لدلالة الثاني عليه كقوله رماني بأمر كنت منه ووالدي بريئا ومن اجل الطوى رماني اى رماني بأمر كنت منه بريئا وكان والدي منه بريئا وإذا منصوب بأقرب لما فيه منى يقرب والمعنى انه لطيف يتوصل علمه إلى خطرات النفس ولا شئ اخفى منه وهو أقرب من الانسان من كل قريب حين يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به ايذانا بان استحفاظ الملكين امر هو غنى عنه وكيف لا يستغنى عنه وهو مطلع على اخفى الخفيات وانما ذلك الحكمة وهى ما في كتبه الملكين وحفظهما وعرض صحائف العمل يوم القيامة من زيادة لطف له في الانتهاء عن السيئات والرغبة في الحسنات * (ما يلفظ من قول) * ما يتكلم به وما يرمى به من فيه * (إلا لديه رقيب) * حافظ * (عتيد) * حاضر ثم قيل يكتبان كل شئ حتى انينه في مرضه وقيل لا يكتبان الا ما فيه اجر أو وزر وقيل إن الملكين لا يجتنبانه الا عند الغائط ولاجماع لما ذكر انكارهم البعث واحتج عليهم بقدرته وعلمه اعلمهم ان ما أنكروه هم لا قوة عن قريب عند موتهم وعند قيام الساعة ونبه على اقتراب ذلك بان عبر عنه بلفظ الماضي هو قوله * (وجاءت سكرة الموت) * اى شدته الذاهبة بالفعل ملتبسة * (بالحق) * اى بحقيقة الامر أو بالحكمة * (ذلك ما كنت منه) * الاشار إلى الموت والخطاب للانسان في قوله ولقد خلقنا الانسان على طريق الالتفات * (تحيد) * تنفرد وتهرب * (ونفخ في الصور) * يعنى نفخة البعث * (ذلك يوم الوعيد) * اى وقت ذلك يوم الوعيد على حذف المضاف الإشارة إلى مصدر نفخ * (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) * اى ملكن أحدها يسوقه إلى المحشر والاخر يشهد عليه بعمله ومحل معها سائق النصب على الحال من كل لتعرفة بالإضافة إلى ما هو في حكم المعرفة * (لقد كنت) * اى يقال لها لقد كنت * (في غفلة من هذا) * النازل بك اليوم * (فكشفنا عنك غطاءك) * اى فأنزلنا غفلتك بما تشاهد * (فبصرك اليوم حديد) * جعلت الغلة كأنها غطاء غطى به جسده كله أو غشاوة غطى بها عينيه فهو لا يبصر شيئا فإذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت عنه الغفلة وغطاؤها فيبصر ما لم يبصره من الحق ورجع بصره الكليل عن الابصار لغفلته حديدا لتيقظه * (وقال قرينه) * الجمهور على أنه الملك الكاتب الشهيد عليه * (هذا) * اى ديوان عمله مجاهد شيطانه الذي قيض له في قوله نقيض له شيطانا فهو له قرين هذا اى الذي وكلت به * (ما لدي عتيد) * هذا مبتدأوما فكرة بمعنى شئ والظرف بعده وصف له وكذلك عيد وما وصفتها خبر هذا والتقدير هذا شئ ثابت
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»