تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٧٦
سورة الذاريات بسم الله الرحمن الرحيم ما أنت بمسلط عليهم انما أنت داع وباعث قيل هو من جبره على الامر بمعنى اجبره اي ما أنت بوال عليهم تجبرهم على الايمان * (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) * كقوله انما أنت منذر من يخشاها لأنه لا ينفع الا فيه والله أعلم سورة الذاريات مكية وهى ستون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (والذاريات) * الرياح لأنها تذر التراب وغيره وبادغام التاء في الذال حمزه أبو عمرو * (ذروا) * مصدر والعامل فيه اسم الفاعل * (فالحاملات) * السحاب لانهاتحمل المطر * (وقرا) * مفعول الحاملات * (فالجاريات) * الفلك * (يسرا) * جريا ذا يسرى اى ذا سهولة * (فالمقسمات أمرا) * الملائكة لأنها تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرهما أو تفعل التقسيم مأمورة بذلك أو تتولى تقسيم امر العباد فجبريل للغلظة وميكائيل للرحمة وملك الموت لقبض الأرواح وإسرافيل للنفخ ويجوز ان يراد الرياح لا غير لأنها تنشىء السحاب وتقله وتصرفه وتجرى في الجو جريا سهلا وتقسم الأمطار بتصريف السحاب ومعنى الفاء على الأول انه اقسم بالرياح فبالسحاب التي تسوقه فبالفلك التي تجريها بهبوبها فبالملائكة التي تقسم الارزاق بإذن الله من الأمطار وتجارات البحر ومنافعها أو على الثاني انها تبتدىء في الهبوب فتذر والتراب والحصباء فتقل السحاب فتجرى في الجو باسطة له فتقسم المطر * (إن ما توعدون) * جواب القسم وما موصولة أو مصدرية والموعود البعث * (لصادق) * وعد صادق كعيشة راضية اى ذات رضا * (وإن الذين) * الجزاء على الاعمال * (لواقع) * لكائن * (والسماء) * هذا قسم آخر * (ذات الحبك) * الطرائق الحسنة مثل ما يظهر على الماء من هبوب الريح وكذلك حبك الشعر آثار تثنيه وتكسره جمع حبيكة كطريقة وطرق ويقال ان خلقة السماء كذلك وعن الحسن حبكها نجومها جمع حباك * (إنكم لفي قول مختلف) * اى قولهم في الرسول ساحر وشاعر ومجنون وفى القرآن سحر وشعر وأساطير الأولين * (يؤفك عنه من أفك) * الضمير للقرآن اوالرسول اى يصرف عنه من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم أو يصرف عنه من صرف في سابق علم الله اى علم فيما لم يزل
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»