تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٦٩
الله الرحمن الرحيم * (ق والقرآن المجيد) * * (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) * الزكاة وكل ما يتعلق بالمال من اعمال البر وخبرالمبتدا الذي هو المؤمنون * (أولئك هم الصادقون) * اى الذين صدقوا في قولهم آمنا ولم يكذبوا كما كذب اعراب بنى أسد وهم الذين ايمانهم ايمان صدق وحق وقوله الذين آمنوا صفة لهم ولما نزلت هذه الآية جاءوا وحلفوا انهم مخلصون فنزل * (قل أتعلمون الله بدينكم) * اى اتخبرونه بتصديق قلوبكم * (والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء) * من النفاق والاخلاص وغير ذلك * (يمنون عليك أن) * اى بان * (أسلموا) * يعنى باسلامهم والمن ذكر الايادي تعريضا للشكر * (قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم) * أي المنة لله عليكم * (أن هداكم) * بان هداكم أو لان * (للإيمان إن كنتم صادقين) * ان صح زعمكم وصدقت دعواكم الا انكم تزعمون وتدعون ما الله عليم بخلافة وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه تقديره ان كنتم صادقين في ادعائكم الايمان بالله فلله المنة عليكم وقرئ ان هداكم * (إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون) * وبالياء مكي وهذا بيان لكونهم غير صادقين في دعواهم يعنى انه تعالى يعلم كل مستتر في العالم ويبصر كل عمل تعملونه في سركم وعلانيتكم لا يخفى عليه منه شئ فكيف يخفى عليه ما في ضمائركم وهو علام الغيوب سورة ق مكية وهى خمس وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم الكلام في * (ق والقرآن المجيد بل عجبوا) * كالكلام في ص والرآن ذي الذكر بل الذين كفروا سوءا بسوءا لالتقائهما في أسلوب واحد والمجيد ذو المجد والشرف على غير ممن الكتب ومن أحاط علما بمعانيه وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس وقوله بل عجبوا اى كفار مكة * (أن جاءهم منذر منهم) * ان محمد صلى الله عليه وسلم انكار لتعجبهم مما ليس بعجب وهو ان ينذرهم بالمخوف رجل منهم قد عرفوا عدالته وأمانته ومن كان كذلك لم يكن الا ناصحا لقومه خائفا ان ينالهم مكروه وإذا علم أن مخوفا اظلمهم لزمه ان ينذرهم فكيف بما هو غاية المخاوف وانكار لتعجبهم مما أنذرهم به من البعث مع علمهم
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»