تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٨٣
سورة الطور بسم الله ا لرحمن الرحيم سورة الطور مكية وهى تسع وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (والطور) * هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى وهو بمدين * (وكتاب مسطور) * هو القرآن ونكر لأنه كتاب مخصوص من بين سائر الكتب أو اللوح المحفوظ أو التوراة * (في رق) * هو الصحيفة أو الجلد الذي يكتب فيه * (منشور) * مفتوح لاختم عليه أو لائح * (والبيت المعمور) * اى الضراح وهو بيت في السماء حيال الكعبة وعمرانه بكثرة زواره من الملائكة روى أنه يدخله كل يوم سبعون الف ملك ويخرجون ثم لا يعودون اليه ابدا وقيل الكعبة لكونها معمورة بالحجاج والعمار * (والسقف المرفوع) * اى السماء أو العرش * (والبحر المسجور) * المملوء أو الموقد والواو الأولى للقسم والبواقى للعطف وجواب القسم * (إن عذاب ربك) * اى الذي أوعد الكفار به * (لواقع) * لنازل قال جبير بن معطم اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلمه في الأسارى فلقيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور فلما بلغ ان عذا ربك لواقع أسلمت خوفا من أن ينزل العذاب * (ما له من دافع) * لا يمنعه مانع والجملة صفة لواقع اي واقع غير مدفوع والعامل في يوم لواقع اى يقع في ذلك اليوم أو اذكر * (يوم تمور) * تدور كالرحى مضطربة * (السماء مورا وتسير الجبال سيرا) * في الهواء كالسحاب لأنها تصير هباء منثورا * (فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون) * غلب الخوض في الاندفاع في الباطل والكذب ومنه قوله وكنا نخوض مع الخائضين ويبدل * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) * من يوم تمور والدع الدفع العنيف وذلك أن خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى اقدامهم ويدفعونهم إلى النار دفعا على وجوههم وزخافى أقفيتهم فيقال لهم * (هذه النار التي كنتم بها تكذبون) * في الدنيا * (أفسحر هذا) * هذا مبتدأ وسحرخبره يعنى كنتم تقولون للوحي هذا سحر أفسحر هذا يريد ان هذا المصداق أيضا سحر ودخلت الفاء لهذا المعنى * (أم أنتم لا تبصرون) * كما كنت لا تبصرون في الدنيا يعنى أم أنتم عمى عن المخبر عنه كما كنتم عميا عن الخبر وهذا
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»