تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
انه مأفوك عن الحق لا يرعوى ويجوز ان يكون لاضمير لما توعدون أو للدين اقسم بالذاريات على أن وقوع امر القيامة حق ثم اقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه فمنهم شاك ومنهم جاحد ثم قال يؤفك عن الاقرار بأمر القيامة من هو المأفوك * (قتل) * لعن واصله الدعاء بالقتل والهلاك ثم جرى مجرى لعن * (الخراصون) * الكذابون المقدرون ما يصح وهم أصحاب القول المختلف واللام إشارة إليهم كأنه قيل قتل هؤلاء الخراصون * (الذين هم في غمرة) * في جهل يغمرهم * (ساهون) * غافلون عما أمروا به * (يسألون) * فيقولون * (أيان يوم الدين) * اى متى يوم الجزاء وتقديره إيان وقوع يوم الدين لأنه ابما يقع الأحيان ظروفا للحدثان وانتصب اليوم الواقع في الجواب بفعل مضمر دل عليه السؤال اى يقع * (يوم هم على النار يفتنون) * ويجوز ان يكون مفتوحا لاضافته إلى غير متمكن وهو الجملة ومحله نصب بالمضمر الذي هو يقع أو رفع على هو يوم هم على النار يفتنون يحرقون ويعذبون * (ذوقوا فتنتكم) * اى تقول لهم خزنة النار ذوقوا اعذابكم واحراقكم بالنار * (هذا) * مبتدأ خبره * (الذي) * اى هذا العذاب هو الذي * (كنتم به تستعجلون) * في الدنيا بقولكم فائتنا بما تعدنا ثم ذكر حال المؤمنين فقال * (إن المتقين في جنات وعيون) * اى وتكون العيون وهى الأنهار الجارية بحيث يرونها وتقع عليها ابصارهم لا انهم فيها * (آخذين ما آتاهم ربهم) * قابلين لكل ما أعطاهم من الثواب راضين به واخذين حال من الضمير في الظرف وهو خبر ان * (إنهم كانوا قبل ذلك) * قبل دخول الجنة في الدنيا * (محسنين) * قد أحسنوا اعمالهم وتفسير احسانهم ما بعده * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) * ينامون وما مزيدة للتوكيد ويهجعون خبر كان والمعنى كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل ومصدرية والتقدير كانوا قليلا من الليل هجوعهم فيرتفع هجوعهم لكونه بدلا من الواو في كانوا لا بقليلا لأنه صار موصوفا بقوله من الليل خرج من شبه الفعل وعمله باعتبار المشابهة اى كان هجوعهم قليلا من ا لليل ولا يجوز أن تكون ما نافية على معنى انهم لا يهجعون من الليل قليلا ويحيونه كله لان ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها لا تقول زيدا ما ضربت * (وبالأسحار هم يستغفرون) * وصفهم بأنهم يحيون الليل متهجدين فإذا اسحروا أخفوا في الاستغفار كأنهم اسلفوا في ليلهم الجرائم والسحر السدس الأخير من الليل * (وفي أموالهم حق للسائل) * لمن يسأل لحاجته * (والمحروم) * اى الذي يتعرض ولا يسأل حياء * (وفي الأرض آيات) * تدل على الصانع وقدرته
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»