تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
* (آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) * الشهادة يريدون الصدقة ويمنون عليه * (آمنا) * اى ظاهر وباطنا * (قل) * لهم يا محمد * (لم تؤمنوا) * لم تصدقوا بقلوبكم * (ولكن قولوا أسلمنا) * فالايمان هو التصديق والاسلام الدخول في السلم والخروج من أن يكون حربا للمؤمنين باظهار الشهادتين الا ترى إلى قوله * (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) * فاعلم أن ما يكون من الاقرار باللسان من غير مواطأة القلب فهو اسلام وما واطا فيه القلب اللسان فهو ايمان وهذا من حيث اللغة واما في الشرع فالايمان والاسلام واحد لما عرف وفى لما معنى التوقع وهو دال على أن بعض هؤلاء قد آمنوا فيما بعد والآية تنقض على الكرامية مذهبهم ان الايمان لا يكون بالقلب ولكن باللسان فان قلت مقتضى نظم الكلام ان قال قل لا تقولوا آمنا ولكن قولوا أسلمنا أو قل لم تؤمنوا ولكن أسلمتم قلت أفاد هذا النظم تكذيب دعواهم أولا فقيل قل لم تؤمنوا مع أدب حسن فلم يقل كذبتم تصريحا ووضع لم تؤمنوا الذي هو نفى ما ادعوا اثباته موضعه واستغنى بقوله لم تؤمنوا عن أن يقال لا تقولوا آمنا لاستهجان ان يخاطبوا بلفظ مؤداه النهى عن القول بالايمان ولم يقل ولكن أسلمتم ليكون خارجا مخرج الزعم والدعوى كما كان قولهم آمنا كذلك ولو قيل ولكن أسلمتم لكان كالتسليم والاعتداد بقولهم وهو غير معتد به وليس قوله ولما يدخل الايمان في قلوبكم تكرير المعنى قول لم تؤمنوا فان فائدة قوله لم تؤمنوا تكذيب لدعواهم وقوله ولما يدخل الايمان في قلوبكم توقيت لما أمروا به ان يقولوه كأنه قيل لهم ولكن قولوا أسلمنا حين لم نثبت مواطأة قلوبكم لألسنتكم لأنه كلام واقع موقع الحال من الضمير في قولوا * (وإن تطيعوا الله ورسوله) * في السر بترك النفاق * ( لا يلتكم) * لا يألتكم بصرى * (من أعمالكم شيئا) * اى لا ينقصكم من ثواب حسناتم شيئا الت يألت وألات يليت ولات يليت بمعنى وهو النقص * (إن الله غفور) * يستر الذنوب * (رحيم) * بهدايتهم للتوبة عن العيوب ثم وصف المؤمنين المخلصين فقال * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * ارتاب مطاوع رابه إذا أوقعه في الشك مع التهمة والمعنى انهم آمنوا ثم لم يقع في نفوسهم شك فيما آمنوا به ولا اتهام لمن صدقوه ولما كان الايقان وزوال الريب ملاك الايمان أفرااد بالذكر بعد تقدم الايمان تنبيها على مكانه وعطف على الايمان بكلمة التراخي اشعار باستقراره في الأزمنة المتراخية المتطاولة غضا جديد * (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) * يجوز ان يكون المجاهد منويا وهو العدو المحارب أو الشيطان أو الهوى وأن يكون جاهد مبالغة في جهد ويجوز ان يراد بالمجاهدة بالنفس الغزو وان بناول العبادات بأجمعها وبالمجاهدة بالمال نحو صنيع عثمان في جيش العسرة وان يتناول
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»