تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٤٧
* (وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) * * (وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون) * ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياما قلائل * (ويأكلون) * غافلين غير متفكرين في العاقبة * (كما تأكل الأنعام) * في معالفها ومسارحها غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح * (والنار مثوى لهم) * منزل ومقام * (وكأين من قرية) * اى كم من قرية للتكثير وأراد بالقرية أهلها ولذكل قال أهلكناهم * (هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك) * اى وكم من قرية أشد قوة من قومك الذين أخرجوك اى كانوا سبب خروجك * (أهلكناهم فلا ناصر لهم) * اى فلم يكن لهم من ينصرهم ويدفع العذاب عنهم * (أفمن كان على بينة من ربه) * اى على حجة من عنده وبرهان وهو القرآن المعجز وسائر المعجزات يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم * (كمن زين له سوء عمله) * هم أهل مكة الذين زين لهم الشيطان شركهم وعداوتهم لله ورسوله وقال سوء عمله * (واتبعوا أهواءهم) * للحمل على لفظ من ومعناه * (مثل الجنة) * صفة الجنة العجيبة الشأن * (التي وعد المتقون) * عن الشرك * (فيها أنهار) * داخل في حكم الصلة كالتكرير لها الا ترى إلى صحة فولك التي فيها انهار أو حال اى مسقرة فيها انهار * (من ماء غير آسن) * غير متغير اللون والريح والطعم يقال اسن الماء إذا تغير طعمه وريحه اسن مكي * (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) * كما تتغير ألبان الدنيا إلى الحموضة وغيرها * (وأنهار من خمر لذة) * تأنيث للذيذ وهو لاذيذ * (للشاربين) * اى ما هو الا التلذذ الخالص ليس معه ذهاب عقل ولا خمار ولا صداع ولا آفة من آفات الخمر * (وأنهار من عسل مصفى) * لم يخرج من بطون النحل فيخالطه الشمع وغيره * (ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) * مثل مبتدأ خبره * (كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما) * حارا في النهاية * (فقطع أمعاءهم) * والتقدير أمثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد في النار وهو كلام في صورة الاثبات ومعناه النفي لانطوائه تحت حكم كلام مصدر بحرف الانكار ودخوله في حيزه وهو قوله أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله وفائدة حذف حرف الانكار زيادة تصوير لمكابرة من يسوى بين التمسك بالبينة والتابع لهواه وانه بمنزلة من يثبت التسوية بين الجنة التي تجرى فيها تلك
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»