تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٥٠
* (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) * وحفص اسرارهم غير جمع سر * (فكيف إذا توفتهم الملائكة) * اى فكيف يعملون وما حيلتهم حينئذ * (يضربون وجوههم وأدبارهم) * عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يتوفى أحد على معصية الا يضرب من الملائكة في وجهه ودبره * (ذلك) * إشارة إلى التوفى الموصوف * (بأنهم) * بسبب انهم * (اتبعوا ما أسخط الله) * من معاونة الكافرين * (وكرهوا رضوانه) * من نصرة المؤمنين * (فأحبط أعمالهم أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) * أحقادهم والمعنى أظن المنافقون ان الله تعالى لا يبرز بغضهم وعداوتهم للمؤمنين * (ولو نشاء لأريناكهم) * لعرفناكهم ودللناك عليهم * (فلعرفتهم بسيماهم) * بعلامتهم وهو ان يسمهم الله بعلامة بها وعن انس رضي الله عنه ماخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحد من المافقين كان يعرفهم بسيماهم * (ولتعرفنهم في لحن القول) * في نحوه وأسلوبه الحسن من فحوى كلامهم لأنهم كانوا لا يقدرون على كتمان ما في أنفسهم واللام في فلعرفتهم داخلة في جواب لو كالتي في لأريناكم كررت في المعطوف واما اللام في ولتعرفنهم فواقعة مع النون في جواب قسم محذوف * (والله يعلم أعمالكم) * فيميز خيرها من شرها * (ولنبلونكم) * بالقتال أعلاما لا استعلاما أو نعاملكم معاملة المختبر ليكون أبلغ في اظهار العدل * (حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) * على الجهاد اى نعلم كائنا ما علمناه انه سيكون * (ونبلو أخباركم) * اسراركم وليبلونكم حتى يعلم ويبلوا أبو بكر وعن الفضيل انه كان إذا قرأها بكى وقال اللهم لا تبلنا فإنك ان بلوتنا فضحتنا وهتكت استارنا وعذبتنا * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول) * وعادوه يعنى المطعمين يوم بدر وقد مر * (من بعد ما تبين لهم الهدى) * من بعد ما ظهر لهم انه الحق وعرفوا الرسول * (لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم) * التي عملوها في مشاقة الرسول اى سيبطلها فلا يصلون منها إلى اغراضهم * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) * بالنفاق أو بالرياء
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»