تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٥٢
سورة الفتح بسم الله الرحمن الرحيم * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * سورة الفتح مدنية وهى تسع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * الفتح الظفر بالبلدة عنوة أو صلحا بحرب أو بغير حرب لأنه مغلق مالم يظفر به فإذا ظفر به فقد فتح ثم قيل هو فتح مكة وقد نزلت مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة عام الحديبية عدة له بالفتح وجىء به لفظ على الماضي لأنها في تحققها بمنزلة الكائنة وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شان المخبر عنه وهو الفتح مالا يخفى وقيل هو فتح الحديبية ولم يكن فيه قتال شديد ولكن ترام بين القوم بسهام وحجارة فرمى المسلمون المشركين حتى ادخلوهم ديارهم وسألوا الصلح فكان فتحا مبينا وقال الزجاج كان في فتح الحديبية آية للمسلمين عظيمة وذلك أنه نزح ماؤها ولم يبق فيها قطرة فتمضمض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مجه في البئر فدرت بالماء حتى شرب جميع الناس وقيل هو فتح خيبر وقيل معناه قضينا لك قضاء بينا على أهل مكة ان يدخلها أنت وأصحابك من قابلى لتطوفوا بالبيت من الفتاحة وهى الحكومة * (ليغفر لك الله) * قيل الفتح ليس بسبب المغفرة والتقدير انا فتحنا لك فتحا مبينا فاستغفر لك الله ومثله إذا جاء نصر الله والفتح إلى قوله فسبح بحمد ربك واستغفره ويجوز ان يكون فتح مكة من حيث إنه جهاد للعدو سببا للغفران وقيل الفتح لم يكن ليغفر له بل لاتمام النعمة وهداية الصراط المستقيم والنصر العزيز ولكنه لما عدد عليه هذه النعم وصلها بما هو أعظم النعم كأنه قيل يسرنا لك فتح مكة أو كذا لنجمع لك بين عز الدارين وأغراض العاجل والآجل * (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * يريد جميع ما فرط منك أو ما تقدم من حديث مارية وما تأخر من امرأة زيد * (ويتم نعمته عليك) * باعلاء دينك وفتح البلاد على يدك * (ويهديك صراطا مستقيما) * يثبتك على الدين المرضى * (وينصرك الله نصرا عزيزا) * قويا لاذل بعده ابدا * (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) * السكينة للسكون كالبهيتة للبهتان اى انزل الله في قلوبهم السكون والطمأنينة بسبب الصلح ليزدادوا يقينا إلى يقينهم وقيل السكنية الصبر على ما أمر الله والثقة بوعد الله والتعظيم لامر الله * (ولله جنود) *
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»