تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٥١
* (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) * قيل هم أصحاب القليب والظاهر العموم * (فلا تهنوا) * فلا تضغفوا ولا تذلوا للعدو * (وتدعوا إلى السلم) * وبالكسر حمزة وأبو بكر وهما المسالة اى ولا تدعوا الكفار إلى الصلح * (وأنتم الأعلون) * اى الاعلبون وتدعوا مجزوم لدخوله في حكم النهى * (والله معكم) * بالنصرة اى ناصركم * (ولن يتركم أعمالكم) * ولن ينقصكم اجر اعمالكم * (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) * تنقطع في أسرع مدة * (وإن تؤمنوا) * بالله ورسوله * (وتتقوا) * الشرك * (يؤتكم أجوركم) * ثواب ايمانكم وتقواكم * (ولا يسألكم أموالكم) * اى لا يسألكم جميعها بل ربع العشر والفاعل الله اوالرسول وقال سفيان بن عبينة غيضا من فيض * (إن يسألكموها فيحفكم) * اى يجهدكم ويطلبه كله والاحفاء المبالغة وبلوغ الغاية في كل شئ يقال احفاه في المسألة إذا لم يترك شيئا من الالحاح واحفى شاربه إذا استأصله * (تبخلوا ويخرج) * اى الله أو البخل * (أضغانكم) * عند الامتناع أو عند سؤال الجميع لان عند مسألة المال تظهر العداوة والحقد * (ها أنتم) * ها للتنبيه * (هؤلاء) * موصول بمعنى الذين صلته * (تدعون) * اى أنتم الذين تدعون * (لتنفقوا في سبيل الله) * هي النفقة في الغزو أو الزكاة كأنه قال الدليل على أنه لو احفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء انكم تدعون إلى أداء ربع العشر * (فمنكم من يبخل) * بالرفع لان من هذه ليست للشرط اى فمنكم ناس يبخلون به * (ومن يبخل) * بالصدقة وأداء الفريضة * (فإنما يبخل عن نفسه) * اى يبخل عن داعى نفسه لا عن داعى ربه وقيل يبخل على نفسه يقال بخلت عليه وعند * (والله الغني وأنتم الفقراء) * اى انه لا يأمر بذلك لحاجته اليه لأنه غنى عن الحاجات ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب * (وإن تتولوا) * وان تعرضوا أيها العرب عن طاعته وطاعة رسوله والانفاق في سبيله وهو معطوف على وان تؤمنوا وتتقوا * (يستبدل قوما غيركم) * يخلق قوما خيرا منكم وأطوع وهم فارس وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القوم وكان سلمان إلى جنبه فضرب على فخذه وقال هذا وقومة والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناله رجال من فارس * (ثم لا يكونوا أمثالكم) * اى ثم لا يكونوا في الطاعة أمثالكم بل أطوع منكم
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»