* (بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) * * (بآيات الله) * إذ نصب بقوله فما اغنى وجرى مجرى التعليل لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك ضربته لاساءته وضربته إذ أساء لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته فيه لوجود إساءته فيه الا ان إذا وحيث غلبتا دون سائر الظروف في ذلك * (وحاق بهم) * ونزل بهم * (ما كانوا به يستهزؤون) * جزاء استهزائهم وهذا تهديد لكفار مكة ثم زادهم تهديد بقوله * (ولقد أهلكنا ما حولكم) * يا أهل مكة * (من القرى) * 6 نحو حجر ثمود وقرى قوم لوط والمراد أهل القرى ولذلك قال * (وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون) * اى كررنا عليهم الحجج وأنواع العبر لعلهم يرجعون عن الطغيان إلى الايمان فلم يرجعوا * (فلولا) * فهلا * (نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة) * القربان ما تقرب به إلى الله تعالى اى اتخذوهم شفعا ومتقاربا بهم إلى الله تعالى حيث قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله واحد مفعولى اتخذ الراجع إلى الذين محذوف اى اتخذوهم والثاني آلهة وقربانا حال * (بل ضلوا عنهم) * غابوا عن نصرتهم * (وذلك إفكهم وما كانوا يفترون) * وذلك إشارة إلى امتناع نصرة آلهتهم وضلالهم عنهم اى وذلك اثر افكهم الذي هو اتخاذهم إياها آلهة وثمرة شركهم وافترائهم على الله الكذب * (وإذ صرفنا إليك نفرا) * أملنا هم إليك واقبلنا بهم نحوك والنفر دونالعشرة * (من الجن) * جن نصيبين * (يستمعون القرآن) * منه عليه الصلاة والسلام * (فلما حضروه) * اى الرسول صلى الله عليه وسلم أو القرآن اى كانوا منه بحيث يسمعون * (قالوا) * اى قال بعضهم لبعض * (أنصتوا) * اسكتوا مستمعين روى أن الجن كانت تسترق السمع فلما حرست السماء ورجموا بالشهب قالوا ما هذا الا لنبأ حدث فنهض سبعة نفر أو تسعة من اشراف جن نصيبين أو نينوى منهم زويعة فضربوا حتى بلغوا تهامة ثم اندفعوا إلى وادى نخلة فوافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم في جوف الليل يصلى أو في صلاة الفجر فاستمعوا لقراءته وعن سعيد بن جبير ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم وانما كان يتلو في صلاته فمروا به فوقفوا مستمعين وهو لا يشعر فأنبأه الله باستماعهم وقيل بل الله امر رسوله أن ينذر الجن ويقرأ عليهم فصرف إليه نفرا منهم فقال إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة فمن يتبعني قالها ثلاثا فاطرقوا الا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لم يحضره ليلة الجن أحد غيرى فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة في شعب الحجون فخط لي خطا وقال لا تخرج منه حتى أعود إليك ثم افتتح القرآن وسمعت لعطا شديدا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت شيئا قلت نعم رجالا سودا فقال أولئك جن نصيبين وكانوا اثنى عشر ألفا والسورة التي قرأها عليهم اقرأ باسم ربك
(١٤٢)