تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٤٤
* (ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون) * نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ويونس ليس منهم لقوله ولا تكن كصاحب الحوت وكذا آدم لقوله ولم نجد له عزما أو لبيان فيكون أولوا العزم صفة الرسل كلهم * (ولا تستعجل لهم) * لكفار قريش بالعذاب اى لا تدع لهم بتعجيله فإنه نال بهم لا محالة وان تأخر * (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) * ى انهم يستقصرون حينئذ مدة لبثهم في الدنيا حتى يحسبوها ساعة من نهار * (بلاغ) * هذا بلاغ اى هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة أو هذا تبليغ من الرسول * (فهل يهلك) * هلاك عذاب والمعنى فلن يهلك بعذاب الله * (إلا القوم الفاسقون) * اى المشركون الخارجون عن الإتعاظ به والعمل بموجبة قال عليه السلام من قرأ سورة الأحقاف كتب الله له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا سورة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل سورة القتال مدنية وقيل مكية وهى ثمان وثلاثون اية أو تسع وثلاثون اية بسم الله الرحمن الرحيم * (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * اى اعرضوا وامتنعوا عن الدخول في الاسلام أو صدوا غيرهم عنه قال الجوهري صد عنه يصد صدودا اعرض وصده عن الامر صدا منعه وصرفه عنه وهم المطعمون يوم بدر أو أهل الكتاب أو عام في كل من كفر وصد * (أضل أعمالهم) * ابطلها واحبطها وحقيقته جعلها ضالة ضائعة ليس لها من بتقبلها ويثيب عليها كالضالة من الإبل واعمالهم ما عملوه في كفرهم من صلة الارحام واطعام الطعام وعمارة المسجد الحرام أو ماعملوه من الكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والصد عن سبيل اله * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) * هم ناس من قريش أو من الأنصار أو من أهل الكتاب أو عام * (وآمنوا بما نزل على محمد) * وهو القرآن وتخصيص الايمان بالنزل على رسوله من بين ما يجب الايمان به لتعظيم شأنه واكد ذلك بالجملة الاعتراضية وهى قوله * (وهو الحق من ربهم) * اى القرآن وقيل إن دين محم هو الحق إذا لا يرد عليه النسخ وهو ناسخ لغيره * (كفر عنهم سيئاتهم) * ستر بايماتهم وعملهم الصالح ما كان منهم من الكفر والمعاصي لرجوعهم عنها وتوبتهم * (وأصلح بالهم) * اى حالهم وشأنهم بالتوفيق في أمور الدين وبالتسليط على الدنيا بما أعطاهم
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»