تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٤٨
* (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك) * الأنهار وبين النار التي يسقى أهلها الحميم * (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا) * هم المنافقون كانوا يحضرون مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعون كلامه ولا يعونه ولا يلقون له بالانهاونا منهم فإذا خرجوا قالوا لاولى العلم من الصحابة ماذا قال الساعة على جهة الاستهزاء * (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم والذين اهتدوا) * بالايمان واستماع القرآن * (زادهم) * الله * (هدى) * اى بصيرة وعلما أو شرح صدورهم * (وآتاهم تقواهم) * اعلنهم عليها أو آتاهم جزاء تقواهم أو بين لهم ما يتقون * (فهل ينظرون إلا الساعة) * اى ينتظرون * (أن تأتيهم) * اى اتيانها فهو بدل اشتمال من الساعة * (بغتة) * فجأة * (فقد جاء أشراطها) * علاماتها وهو مبعث محمد صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان وقيل قطع الارحام وقلة الكرام وكثرة اللئام * (فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) * قال الأخفش التقدير فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم * (فاعلم أنه) * ان الشان * (لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) * والمعنى فاثبت على ما أنت عليه من العلم بوحدانية الله وعلى التواضع وهضم النفس باستغفار ذنبك وذنوب من على دينك وفي شرح التأويلات جاز ان يكون له ذنب فامره بالاستغفار له ولكنا لا نعلمه غير أن ذنب الأنبياء ترك الأفضل دون مباشرة القبيح وذنوبنا مباشر القبائح من الصغائر والكبائر وقيل ألفاآت في هذه الآيات لعطف جملة على جملة بينهما اتصال * (والله يعلم متقلبكم) * في معايشكم ومتاجركم * (ومثواكم) * ويعلم حيث تستقرون من منازلكم أو متقلبكم في حياتكم ومثواكم في القبور أو متقلبكم في اعمالكم ومثواكم في الجنة والنار ومثله حقيق بان يتقى ويخشى وان يستغفر وسئل سفيان بن عبينة عن فضل العلم فقال ألم تسمع قوله فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك فأمر بالعمل بعد العلم * (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) * فيها ذكر الجهاد * (فإذا أنزلت سورة) * في معنى الجهاد * (محكمة) * مبينة غير متشابهة لا تحتمل وجها الا وجوب القتال وعن قتادة كل سورة فيها ذكر القتال فهي محكمة لان النسخ لا يرد عليها من قبل ان القتال نسخ ما كان من الصفح والمهادنة وهو غير منسوخ إلى يوم القيامة * (وذكر فيها القتال) * اى امر فيها بالجهاد * (رأيت الذين في قلوبهم مرض) * نفاق اى رأيت المنافقين فيما بينهم
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»