تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤١
بأصنامكم فإن استجابت لكم فذلك كما تقولون وإن هي لم تفعل علمتم أنكم على باطل فنزعتم ودعوت الله تعالى ففرج عنكم ما أنتم فيه من البلاء قالوا أنصفت فخرجوا بأوثانهم فدعوها فلم تفرج عهم ما كانوا فيه من البلاء ثم قالوا لإلياس إنا قد هلكنا فادع الله تعالى لنا فدعا لهم إلياس ومعه اليسع بالفرج فخرجت سحابة مثل الترس على ظهر البحر وهم ينظرون فأقبلت نحوهم وطبقت والآفاق ثم أرسل الله تعالى عليهم المطر فأغاثهم وأحييت بلادهم فلما كشف الله تعالى عنهم الضر نقضوا العهد ولم ينزعوا عن كفرهم وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه فلما رأى ذلك إلياس دعا ربه عز وجل أن يريحه منهم فقيل له فيما يزعمون انظر يوم كذا وكذا فأخرج فيه إلى موضع كذا وكذا فما جاءك من شيء فاركبه ولا تهبه فخرج إلياس ومعه اليسع حتى إذا كانا بالموضع الذي أمر أقبل فرس من نار وقيل لونه كلون النار حتى وقف بين يديه فوثب عليه إلياس فانطلق به الفرس فناداه اليسع يا إلياس ما تأمرني فقذف إليه إلياس بكسائه من الجو الأعلى فكان ذلك علامة استخلافه إياه على بني إسرائيل فكان ذلك آخر العهد به فرفع الله تعالى إلياس من بين أظهرهم وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فكساه الريش فكان إنسيا ملكيا أرضيا سماويا وسلط الله تعالى على آجب الملك وقومه عدوا لهم فقصدهم من حيث لم يشعروا به حتى رهقهم فقتل آجب وامرأته ازبيل في بستان مزدكي فلم تزل جيفتاهما ملقاتين في تلك الجنينة حتى بليت لحومهما ورمت عظامهما ونبأ الله تعالى اليسع وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل وأوحى الله تعالى إلى اليسع وأيده فآمنت به بنو إسرائيل فكانوا يعظمونه وحكم الله تعالى فيهم قائم إلى أن فارقهم اليسع وروى السري بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي رواد قال الخضر وإلياس يصومان شهر رمضان ببيت المقدس ويوافيان الموسم في كل عام وقيل إن إلياس موكل بالفيافي والخضر موكل بالبحار فذلك قوله تعالى (وإن إلياس لمن المرسلين) 124 125 (إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون) أتعبدون (بعلا) وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه ولذلك سميت مدينتهم بعلبك قال مجاهد وعكرمة وقتادة البعل الرب بلغة أهل اليمن (وتذرون أحسن الخالقين) فلا تبعدونه 126 (الله ربكم ورب آبائكم الأولين) قرأ حمزة والكسائي وحفص ويعقوب (الله ربكم ورب) بنصب الهاء والباءين على البدل وقرأ الآخرون برفعهن على الاستئناف 127 (فكذبوه فإنهم لمحضرون) في النار 128 (إلا عباد الله المخلصين) من قومه فإنهم نجوا من العذاب 129 130 (وتركنا عليه في الآخرين سلام على إلياسين) قرأ نافع وابن عامر (آل ياسين) بفتح الهمزة مشبعة وكسر اللام مقطوعة لأنها في المصحف مفصولة وقرأ الآخرون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة فمن قرأ (آل يس) مقطوعة قيل أراد آل محمد صلى الله عليه وسلم وهذا القول بعيد لأنه لم يسبق له ذكر وقيل أراد
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»