الصافات الآية 124 129 موضعه فلما طال عصيان قومه ضاق بذلك إلياس ذرعا فأوحى الله تعالى إليه بعد سبع سنين وهو خائف مجهود يا إلياس ما هذا الحزن والجزع الذي أنت فيه ألست أميني على وحي وحجتي في أرضي وصفوتي من خلقي فسلني أعطك فإني ذو الرحمة الواسعة والفضل العظيم قال تميتني وتلحقني بآبائي فإني قد مللت بني إسرائيل وملوني فأوحى الله تعالى إليه يا إلياس ما هذا باليوم الذي أعري منك الأرض وأهلها وإنما قوامها وصلاحها بك وبأشباهك وإن كنتم قليلا ولكن سلني فأعطك قال إلياس إن لم تمتني فأعطني ثأري من بني إسرائيل قال الله تعالى فأي شيء تريد أن أعطيك قال تمكني من خزائن السماء سبع سنين فلا تنشر عليهم سحابة إلا بدعوتي ولا تمطر عليهم قطرة إلا بشفاعتي فإنهم لا يذلهم إلا ذلك قال الله تعالى يا إلياس أنا أرحم بخلقي من ذلك وإن كانوا ظالمين قال فست سنين قال أنا أرحم بخلقي من ذلك قال فخمس سنين قال أنا أرحم بخلقي من ذلك ولكني أعطيك ثأرك ثلاث سنين اجعل خزائن المطر بيدك قال إلياس فبأي شيء أعيش قال أسخر لك جيشا من الطير ينقل إليك طعامك وشرابك من الريف والأرض التي لم تقحط قال إلياس قد رضيت قال فأمسك الله تعالى عنهم المطر حتى هلكت الماشية والدواب والهوام والشجر وجهد الناس جهدا شديدا وإلياس على حالته مستخف من قومه يوضع له الرزق حيث ما كان وقد عرف ذلك قومه وكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في بيت قالوا لقد دخل إلياس هذا المكان فطلبوه ولقي منهم أهل ذلك المنزل شرا قال ابن عباس أصاب بني إسرائيل ثلاث سنين القحط فمر إلياس بعجوز فقال لها هل عندك طعام قالت نعم شيء من دقيق وزيت قليل قال فدعا به ودعا فيه بالبركة ومسه حتى ملأ جرابها دقيقا وملأ خوابيها زيتا فلما رأوا ذلك عندها قالوا من أين لك هذا قالت مر بي رجل من حاله كذا وكذا فوصفته فعرفوه فقالوا ذلك إلياس فطلبوه فوجدوه فهرب منهم ثم إنه أوى إلى بيت امرأة من بني إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن اخطوب به ضر فآوته وأخفت أمره فدعا له فعوفي من الضر الذي كان به واتبع اليسع إلياس فآمن به وصدقه ولزمه وكان يذهب حيث ما ذهب وكان إلياس قد أسن فكبر واليسع غلام شاب ثم إن الله تعالى أوحى إلى إلياس أنك قد أهلكت كثيرا من الخلق ممن لم يعص من البهائم والدواب والطير والهوام بحبس المطر فيزعمون والله أعلم أن إلياس قال يا رب دعني أكن أنا الذي ادعوا لهم وآتيهم بالفرج مما هم فيه من البلاء لعلهم أن يرجعوا وينزعوا عما هم عليه من عبادة غيرك فقيل له نعم فجاء إلياس إلى بني إسرائيل فقال إنكم قد هلكتم جوعا وجهدا وهلكت البهائم والدواب والطير والهوام والشجر بخطاياكم وإنكم على باطل فإن كنتم تحبون أن تعلموا ذلك فأخرجوا
(٤٠)