تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٦٢
سورة المطففين (28 34) السنام من العلو يقال للشيء المرتفع سنام ومنه سنام البعير قال الضحاك هو شرار اسمه تسنيم وهو أشرف الشراب قال ابن مسعود وابن عباس هو خالص للمقربين يشربونها صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة وهو قوله (ومزاجه من تسنيم) (عينا يشرب بها المقربون) وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الهل عنهما أنه سئل عن قوله (ن تسنيم) قال هذا مما قال الله تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) (عينا) نصب على الحال (يشرب بها) أي منها وقيل يشرب بها المقربون صرفا (قوله عز وجل (إن الذين أجرموا) أشركوا يعني كفار قريش أبا جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأصحابهم من مترفي مكة (كانوا من الذين آمنوا) عمار وخباب وصهيب وبلال وأصحابهم من فقراء المؤمنين (يضحكون) وبهم يستهزؤن (وإذا مروا بهم) يعني مر المؤمنون بالكفار (يتغامزون) والغمز الإشارة بالجفن والحاجب أي يشيرون إليهم بالأعين استهزاء (وإذا انقلبوا) يعني الكفار (إلى أهلهم انقلبوا فكهين) معجبين بما هيم فيه يتفكهون بذكرهم (وإذا رأوهم) رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (قالوا إن هؤلاء لضالون) يأتون محمدا صلى الله عليه وسلم يرون أنهم على شيء (وما أرسولا) يعني المشركين (عليهم) يعني على المؤمنين (حافظين) أعمالهم أي لم يوكلوا بحفظ أعمالهم (فالويم) يعني في الآخرة (الذين آمنوا من الكفار يضحكون) قال أبو صالح وذلك أنه يفتح للكفار وهم في النار أبوابها ويقال لهم اخرجوا فإذا رأوها مفتوحة أقبلوا إليها ليخرجوا والمؤمنون ينظرون إليهم فإذا انهوا إلى أبوابها غلقت دونهم يفعل بهم ذلك مرارا ولامؤمنون يضحكون وقال كعب بين الجنة والنار كوى فإذا أراد الممن أن ينظر إلى عدو له كان في الدنيا اطلع عليه من تلك الكوى كما قال (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) فإذا اطلعوا في الجنة إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا فذلك قوله عز وجل (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون)
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»