تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٧
عبس الآية 4 15 4 (أو يذكر) يتعظ (فتنفعه الذكرى) الموعظة قرأ عاصم فتنفعه بنصب العين على جواب لعل بالفاء وقراءة العامة بالرفع نسقا على قوله (يذكر) 5 (أما من استغنى) قال ابن عباس عن الله وعن الإيمان بما له من المال 6 (فأنت له تصدى) تتعرض له وتقبل عليه وتصغي إلى كلامه قرأ أهل الحجاز (تصدى) بتشديد الصاد أي تتصدى وقرأ الآخرون بتخفيف الصاد على الحذف 7 (وما عليك ألا يزكى) أن لا يؤمن ولا يهتدي إن عليك إلا البلاغ 8 (وأما من جاءك يسعى) يمشي يعني ابن أم مكتوم 9 (وهو يخشى) الله عز وجل 10 (فأنت عنه تلهى) تتشاغل وتعرض عنه 11 (كلا) زجر أي لا تفعل بعدها مثلها (إنها) يعني هذه الموعظة وقال مقاتل آيات القرآن (تذكرة) موعظة وتذكير للخلق 12 (فمن شاء) من عباد الله (ذكره) أي اتعظ به وقال مقاتل فمن شاء الله ذكره وفهمه واتعظ بمشيئته وتفهيمه والهاء في (ذكره) راجعة إلى القرآن والتنزيل والوعظ ثم أخبر عن جلالته عنده فقال 13 (في صحف مكرمة) يعني اللوح المحفوظ وقيل كتب الأنبياء دليله قوله تعالى (إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) 14 (مرفوعة) رفيعة القدر عند الله عز وجل وقيل مرفوعة يعني في السماء السابعة (مطهرة) لا يمسها إلا المطهرون وهم الملائكة 15 (بأيدي سفرة) قال ابن عباس ومجاهد كتبة وهم الملائكة الكرام الكاتبون واحدهم سافر يقال سفرت أي كتبت ومنه قيل للكتاب سفر وجمعه أسفار وقال الآخرون هم الرسل من الملائكة واحدهم سفير وهو الرسول وسفير القوم الذي يسعى بينهم بالصلح وسفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»