الذي كنتم كونوا ترابا فإذا التفت الكافر إلى شيء صار ترابا يتمنى فيقول يا ليتني كنت في الدنيا في صورة خنزير وكنت اليوم ترابا وعن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان قال إذا قضى الله بين الناس وأمر بأهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وقيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن عودا ترابا فحينئذ يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا وبه قال ليث بن أبي ثليم مؤمنوا الجن يعودون ترابا وقيل إن الكافر ههنا إبليس وذلك أنه عاب آدم وأنه خلق من التراب وافتخر بأنه خلق من النار فإذا عاين يوم القيامة ما فيه آدم وبنوه المؤمنون من الثواب والرحمة وما هو فيه من الشدة والعذاب قال يا ليتني كنت ترابا قال أبو هريرة فيقول التراب لا ولا كرامة لك من جعلك مثلي سورة النازعات مكية وهي ست وأربعون آية النازعات الآية 1 2 1 (والنازعات غرقا) يعني الملائكة تنزع أرواح الكفار من أجسادهم كما يغرق النازع في القول فيبلغ بها غاية المد والغرق اسم أقيم مقام الإغراق أي والنازعات إغراقا والمراد بالإغراق المبالغة في المد وقال ابن مسعود ينزعها ملك الموت من تحت كل شعرة ومن الأظافير وأصول القدمين ويرددها في جسده بعدما ينزعها حتى إذا كادت تخرج ردها في سجده بعدما ينزعها فهذا عمله بالكفار وقال مقاتل ملك الموت وأعوانه ينزعون روح الكفار كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل فتخرج نفسه كالغريق في الماء وقال مجاهد هو الموت ينزع النفوس وقال السدي هي النفس حين تغرق في الصدر وقال الحسن وقتادة وابن كيسان هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق تطلع ثم تغيب وقال عطاء وعكرمة هي القسي وقيل هم الغزاة الرماة 2 (والناشطات نشطا) هي الملائكة تنشط نفس المؤمن أي تحل حلا رفيقا فتقبضها كما ينشط العقال من يد البعير أي يحل برفق حكى الفراء هذا القول ثم قال والذي سمعت من العرب أن يقولوا انشطت العقال إذا حللته ونشطته إذا عقدته بأنشوطة وفي الحديث كأنما أنشط من عقال وعن ابن عباس هي نفس المؤمن من تنشط للخروج عند الموت لما يرى من الكرامة لأنه تعرض عليه الجنة
(٤٤١)