تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٩
عبس الآية 26 37 26 (ثم شققنا الأرض شقا) بالنبات 27 (فأنبتنا فيها حبا) يعني الحبوب التي يتغذى بها 28 (وعنبا وقضبا) وهو القت الرطب سمي بذلك لأنه يقضيب في كل الأيام يقطع وقال الحسن القضب العلف للدواب 29 (وزيتونا) وهو ما يعصر منه الزيت (ونخلا) جمع نخلة 30 (وحدائق غلبا) غلاظا الأشجار واحدها أغلب ومنه قيل الغليظ الرقبة أغلب وقال مجاهد ومقاتل الغلب الشجر الملتفة بعضها في بعض قال ابن عباس طوالا 31 (وفاكهة) يريد ألوان الفواكه (وأبا) يعني الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس مما يأكله الأنعام والدواب قال عكرمة الفاكهة ما يأكل الناس والأب ما يأكله الدواب ومثله عن قتادة قال الفاكهة لكم والأب لأنعامكم وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس والأنعام وروي عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله (وفاكهة وأبا) فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم وروى ابن شهاب عن أنس أنه سمع عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال كل هذا قد عرفنا فما الأب ثم رفع عصا كانت بيده وقال هذا لعمر الله التكلف وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأب ثم قال اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه 32 (متاعا لكم) منفعة لكم يعني الفاكهة (ولأنعامكم) يعني العشب 33 ثم ذكر القيامة فقال (فإذا جاءت الصاخة) يعني صيحة القيامة سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع أي تبالغ في أسماعها حتى تكاد تصمها 34 (يوم يفر المرء من أمية وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) لا يلتفت إلى واحد منهم لشغله بنفسه حكي عن قتادة قال في هذه الآية يفر المرء من أخيه قال يفر هابيل من قابيل ويفر النبي صلى الله عليه وسلم من أمه وإبراهيم عليه السلام من أبيه ولوط عليه السلام من صاحبته ونوح عليه السلام من ابنه 35 (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) يشغله عن شأن غيره أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الله أنا عبد الله بن عبد الرحمن ثنا
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»