تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٨
عبس الآية 16 25 16 ثم أثنى عليهم فقال (كرام بررة) أي كرام على الله بررة مطيعين جمع بار 17 قوله عز وجل (قتل الإنسان) أي لعن الكافر قال مقاتل نزلت في عتبة بن أبي لهب (ما أكفره) ما أشد كفره مع كثرة إحسانه إليه وأياديه عنده على طريق التعجب قال الزجاج معناه أعجبوا أنتم من كفره قال الكلبي ومقاتل هو (ما) الاستفهام يعني أي شيء حمله على الكفر ثم بين من أمره ما كان ينبغي معه أن يعلم أن الله خالقه 18 فقال (من أي شيء خلقه) لظفه استفهام ومعناه التقرير 19 ثم فسره فقال (من نطفة خلقه فقدره) أطوارا نطفة ثم علقة إلى آخر خلقه قال الكلبي قددر خلقه رأيه وعينيه ويديه ورجليه 20 (ثم السبيل يسره) أي طريق خروجه من بطن أمه قال السدي ومقاتل وقال الحسن ومجاهد يعني طريق الحق والباطل سهل له العلم به كما قال (إنا هديناه السبيل) (وهديناه النجدين) وقيل يسر على كل أحد ما خلقه له وقدر عليه 21 (ثم أماته فأقبره) جعل له قبرا يوارى فيه قال الفراء جعله مقبورا ولم يجعله ممن يلقى كالسباع والطيور يقال قبرت الميت إذا دفنته وأقبره الله أي صيره بحيث يقبر وجعله ذا قبر كما يقال طردت فلانا والله أطرده أي صيره طريدا 22 (ثم إذا شاء أنشره) أحياه بعد موته 23 (كلا) رد عليه أي ليس كما يقول ويظن هذا الكافر وقال الحسن حقا (لما يقض ما أمره) أي لم يفعل ما أمره به ربه ولم يؤد ما فرض عليه ولما ذكر خلق ابن آدم ذكر رزقه ليعتبر 24 فقال (فلينظر الإنسان إلى طعامه) كيف قدره ربه ودبره له وجعله سببا لحياته وقال مجاهد إلى مدخله ومخرجه 25 ثم بين فقال (أنا) قرأ أهل الكوفة (أنا) بالفتح على تكرير الخافض مجاه فلينظر إلى أنا وقرأ الآخرون بالكسر على الاستئناف (صببنا الماء صبا) يعني المطر
(٤٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»