تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٨
نوح الآية 9 16 9 (ثم إني أعلنت لهم) أي كررت الدعاء معلنا (وأسررت لهم إسرارا) قال ابن عباس يريد الرجل بعد الرجل أكلمه سرا بيني وبينه أدعوه إلى عبادتك وتوحيدك 10 11 (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) وذلك أن قوم نوح لما كذبوه زمانا طويلا حبس الله عنهم المطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة فهلكت أولادهم وأموالهم ومواشيهم فقال لهم نوح استغفروا ربكم من الشرك أي استدعوا المغفرة بالتوحيد يرسل السماء عليكم مدرارا وروى مطرف عن الشعبي عن الشعبي أن عمر رضي الله تعالى عنه خرج يستسقي بالناس فلم يزد على الاستغفار حتى رجع فقيل له ما سمعناك استسقيت فقال طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها القطر ثم قرأ (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) 12 13 (ويمددكم بأموال وبنين) قال عطاء يكثر أموالكم وأولادكم (ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ما لكم لا ترجون لله وقارا) قال ابن عباس ومجاهد لا ترون لله عظمة وقال سعيد بن جبير ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته وقال الكلبي لا تخافون الله حق عظمته والرجاء بمعنى الخوف والوقار العظمة اسم من التوقير وهو التعظيم قال الحسن لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة قال ابن كيسان ما لكم لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيرا 14 (وقد خلقكم أطوارا) تارات حال بعد حال نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى تمام الخلق 15 (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا) قال الحسن يعني في السماء الدنيا كما يقال أتيت بني تميم وإنما أتى بعضهم وفلان متوار في دور بني فلان وهو في دار واحدة وقال عبد الله بن عمرو إن الشمس والقمر وجوههما إلى السماوات وضوء الشمس ونور القمر فيهن وأقفيتهما إلى الأرض ويروي هذا عن ابن عباس 16 (وجعل الشمس سراجا) مصباحا مضيئا 17 (والله أنبتكم من الأرض نباتا) أراد مبدأ خلق أبي البشر آدم خلقه من الأرض والناس ولده قوله (نباتا) اسم جعل في موضع المصدر أي نباتا قال الخليل مجازه فنبتم نباتا
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»