تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٣
المعارج الآية 5 14 العباد في ذلك اليوم غير الله لم يفرغ منه في خمسين ألف سنة وهذا معنى قول عطاء عن ابن عباس ومقاتل وقال عطاء ويفرغ الله منه في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا وروى محمد بن الفضل عن الكلبي قال يقول لو وليت حساب ذلك اليوم الملائكة والجن والإنس وطوقتهم محاسبتهم لم يفرغوا منه في خمسين ألف سنة وأنا أفرغ منها في ساعة من النهار وقال يمان هو يوم القيامة فيه خمسون موطنا كل موطن ألف سنة وفيه تقديم وتأخير كأنه قال ليس له دافع من الله ذي المعارج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تعرج الملائكة والروح إليه 5 (فاصبر صبرا جميلا) يا محمد على تكذيبهم وهذا قبل أن يؤمر بالقتال 6 7 (إنهم يرونه بعيدا) يعني العذاب (ونراه قريبا) لأن ما هو آت قريب وهو يوم القيامة 8 (يوم تكون السماء كالمهل) كعكر الزيت وقال الحسين كالفضة إذا أذيبت 9 (وتكون الجبال كالعهن) كالصوف المصبوغ ولا يقال عهن إلا للمصبوغ وقال مقاتل كالصوف المنفوش وقال الحسن كالصوف الأحمر وهو أضعف الصوف وأول ما تتغير الجبال تصير رما مهيلا ثم عهنا منفوشا ثم تصير هباء منثورا 10 (ولا يسأل حميم حميما) قرأ البزي عن ابن كثير (لا يسئل) بضم الياء أي لا يسئل حميم عن حميم أي لا يقال له أين حميمك وقرا الآخرون بفتح الياء أي لا يسئل قريب قريبا لشغله بشأن نفسه 11 (يبصرونهم) يرونهم وليس في القيامة مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه من الجن والإنس فيبصر الرجل أباه وأخاه وقرابته فلا يسأله ويبصر حميمه فلا يكلمه لاشتغاله بنفسه قال ابن عباس يتعارفون ساعة من النهار ثم لا يتعارفون بعده وقيل يبصرونهم يعرفونهم أي يعرف الحميم حميمه حتى يعرفه ومع ذلك لا يسأله عن شأنه لشغله بنفسه وقال السدي يعرفونهم أما المؤمن فببياض وجهه وأما الكافر فبسواد وجهه (يود المجرم) يتمنى المشرك (لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه) 12 13 (وصاحبته) زوجته (وأخيه وفصيلته) عشيرته التي فصل منهم وقال مجاهد قبيلته وقال غيره أقربائه الأقربين (التي تؤويه) أي تعنيه ويأوي إليها 14 (ومن في الأرض جميعا) يود لو يفتدى بهم جميعا (ثم ينجيه) ذلك الفداء من عذاب الله
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»