تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠١
سورة الجن مكية وهي ثمان وعشرون آية الجن الآية 1 4 1 (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن) وكانوا تسعة من جن نصيبين وقيل سبعة استمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا خبرهم في سورة الأحقاف (فقالوا) لما رجعوا إلى قومهم (إنا سمعنا قرآنا عجبا) قال ابن عباس بليغا أي قرآنا ذا عجب يعجب منه لبلاغته 2 (يهدي إلى الرشد) يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان (فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) 3 (وأنه تعالى جد ربنا) قرأ أهل الشام والكوفة غير أبي بكر عن عاصم (وأنه تعالى) بفتح الهمزة وكذلك ما بعده إلى قوله (وانا منا المسلمون) وقرأ الآخرون بكسرهن وفتح أبو جعفر منها (وأنه) وهو ما كان مردودا على الوحي وكسر ما كان حكاية عن الجن والاختيار كسر الكل لأنه من قول الجن لقومهم فهو معطوف على قوله (فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا) وقالوا (وأنه تعالى) ومن فتح على قوله (فآمنا به) وآمنا بكل ذلك ففتح (أن) لوقوع الإيمان عليه (جد ربنا) جلال ربنا وعظمته قاله مجاهد وعكرمة وقتادة يقال جد الرجل أي عظم ومنه قول أنس إذا كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا أي عظم قدره وقال السدي (جد ربنا) أي أمر بنا وقال الحسن غنى ربنا ومنه قيل للجد حظ ورجل مجدود وقال ابن عباس قدرة ربنا قال الضحاك فعله وقال القرظي آلاؤه ونعماؤه على خلقه وقال الأخفش علا ملك ربنا (ما اتخذ صاحبة ولا ولدا) 4 (وأنه كان يقول سفيهنا) هو إبليس (على الله شططا) كذبا وعدوانا وهو وصفه بالشريك والولد
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»