تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٧
الحاقة الآية 11 17 11 (إنا لما طغى الماء) أي عتا وجاوز حده حتى علا على كل شيء وارتفع فوقه يعني زمن نوح عليه السلام (حملناكم) أي حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم (في الجارية) في السفينة التي تجري في الماء 12 (لنجعلها) أي لنجعل تلك الفعلة التي فعلنا من إغراق قوم نوح ونجاة من حملنا معه (لكم تذكرة) عبرة وعظة (وتعيها) قرأ القواس عن ابن كثير وسليم عن حمزة باختلاس العين وقرأ الآخرون بكسرها أي تحفظها (أذن واعية) أي حافظة لما جاء من عند الله قال قتادة أذن سمعت وعقلت ما سمعت قال الفراء لتحفظها كل أذن فتكون عبرة وموعظة لمن يأتي بعد 13 (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة) وهي النفخة الأولى 14 (وحملت الأرض والجبال) رفعت أماكنها (فدكتا) كسرتا (دكة) كسرة (واحدة) فصارتا هباء منثورا 15 (فيومئذ وقعت الواقعة) قامت القيامة 16 (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) ضعيفة قال الفراء وهيها تشققها 17 (والملك) يعني الملائكة (على أرجائها) نواحيها وأقطارها ما لم ينشق منها واحدها رجا وتثنيته رجوان قال الضحاك تكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب فينزلون فيحيطون بالأرض ومن عليها (ويحمل عرش ربك فوقهم) أي فوق رؤسهم يعني الحملة (يومئذ) يوم القيامة (ثمانية) أي ثمانية أملاك جاء في الحديث \ إنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة أخرى فكانوا ثمانية على صورة الأوعال ما بين أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء \ وجاء في الحديث \ لكل ملك منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر \ أخبرنا أبو بكر بن الهيثم الترابي أنا أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي أنا محمد بن يحيى الخالدي أنا إسحاق بن إبراهيم
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»