تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٤
المعارج الآية 15 23 15 (كلا) لا ينجيه من عذاب الله شيء ثم ابتدأ فقال (إنها لظى) وهي اسم من أسماء جهنم وقيل هي الدركة الثانية سميت بذلك لأنها تتلظى أي تتلهب 16 (نزاعة للشوى) قرأ حفص عن عاصم (نزاعة) نصب على الحال والقطع وقرأ الآخرون بالرفع أي هي نزاعة للشوى وهي الأطراف اليدان والرجلان والأطراف وقال مجاهد لجلود الرأس وروى إبراهيم بن المهاجر عنه اللحم دون العظام قال مقاتل تنزع النار الأطراف فلا تترك لحما ولا جلدا وقال الضحاك تنزع الجلد واللحم عن العظام قال سعيد بن جبير عن ابن عباس للعصب والعقب وقال الكلبي لأم الرأس تأكل الدماغ كله ثم يعود كما كان ثم تعود لأكله فتأكله فذلك دأبها وقال قتادة لممكارم خلقه وأطرافه وقال أبو العالية لمحاسن وجهه وقال ابن جرير الشوى جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا يقال رمى فأشوى إذا أصاب الأطراف ولم يصب المقتل 17 (تدعو) النار إلى نفسها (من أدبر) على الإيمان (وتولى) عن الحق فتقول إلي يا مشرك إلي يا منافق إلي إلي قال ابن عباس تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب حكي عن الخليل أنه قال تدعو أي تعذب وقال قال أعرابي لآخر دعاك الله أي عذبك الله 18 (وجمع) أي جمع المال (فأوعى) أمسكه في الوعاء ولم يؤد حق الله منه 19 (إن الإنسان خلق هلوعا) روى السدي عن أبي صالح عن ابن عباس قال الهلوع الحريص على ما لا يحل له وقال سعيد بن جبير شحيحا وقال عكرمة ضجورا وقال الضحاك والحسن بخيلا وقال قتادة جزوعا وقال مقاتل ضيق القلب والهلع شدة الحرص وقلة الصبر وقال عطية عن ابن عباس تفسيره ما بعد 20 21 وهو قوله (إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) يعني إذا أصابه الفقر لم يصبر وإذا أصابه المال لم ينفق قال ابن كيسان خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره ثم تعبده بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره 22 ثم استثنى فقال (إلا المصلين) استثنى الجمع من الواحد لأن الإنسان في معنى الجمع 23 (الذين هم على صلاتهم دائمون) يقيمونها في أوقاتها يعني الفرائض أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»