تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٩
نوح الآية 17 23 18 (ثم يعيدكم فيها) بعد الموت (ويخرجكم) منها يوم البعث أحياء (إخراجا) 19 (والله جعل لكم الأرص بساطا) فرشها وبسطها لكم 20 (لتسلكوا منها سبلا فجاجا) طرقا واسعة 21 (قال نوح رب إنهم عصوني) يعني لم يجيبوا دوني (واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) يعني اتبع السفلة والفقراء القادة والرؤساء الذين هم لم يزدهم كثرة المال والولد إلا ضلالا في الدنيا وعقوبة في الآخرة 22 (ومكروا مكرا كبار) أي كبيرا عظيما يقال كبير وكبار بالتخفيف وكبار بالتشديد شدد للمبالغة وكلها بمعنى واحد كما يقال أمر عجيب وعجاب وعجاب بالتشديد أشد في المبالغة واختلفوا في مكرهم قال ابن عباس قالوا قولا عظيما قال الضحاك افتروا على الله وكذبوا رسله وقيل منع الرؤساء اتباعهم عن الإيمان بنوح وحرشوهم على قتله 23 (وقالوا) لهم (لا تذرن آلهتكم) أي عبادتها (ولا تذرن ودا) قرأ أهل المدينة بضم الواو والباقون بفتحها (ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) هذه أسماء آلهتهم قال محمد بن كعب هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح فلما ماتوا كان لهم أتباع يقتدون بهم ويأخذون بعدهم مأخذهم في العبادة فجاءهم إبليس وقال لهم لو صورتم صورهم كان أنشط كلم وأشوق إلى العبادة ففعلوا ثم نشأ قوم بعدهم فقال لهم إبليس إن الذين من قبلكم كانوا يعبدونهم فعبدوهم فابتداء عبادة الأوثان كان من ذلك وسميت تلك الصور بهذه الأسماء لأنهم صوروها على صور أولئك القوم من المسلمين أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس صارت الأوثان التي كانت تعبد في قوم نوح في العرب بعده أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع فكانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع وهذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسوان فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»