تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٥
المعارج الآية 24 39 محمود أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير أخبره قال سألنا عقبة بن عامر عن قول الله تعالى (الذين هم على صلاتهم دائمون) أهم الذين يصلون أبدا قال لا ولكنهم إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمينهم ولا عن شمائلهم ولا خلفهم 24 33 (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون) قرأ حفص عن عاصم ويعقوب بشهاداتهم على الجمع وقرأ الآخرون بشهاداتهم على التوحيد (قائمون) أي يقومون فيها بالحق ولا يكتمونها ولا يغيرونها 34 35 (والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون) 36 (فمال الذين كفروا) أي فما بال الذين كفروا كقوله (فما لهم عن التذكرة معرضين) (قبلك مهطعين) مسرعين مقبلين إليك مادي أعناقهم ومديمي النظر إليك متطلعين نحون نزلت في جماعة من الكافر كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ويستهزئون به ويكذبونه فقال الله متعالي ما لهم ينظرون إليك ويجلسون عندك وهم لا ينتفعون بما يستمعون 37 (عن اليمين وعن الشمال عزين) حلقا وفرقا والعزون جماعات في تفرقة واحدتها عزة 38 (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم) قال ابن عباس معناه أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون ويتنعم فيها وقد كذب نبي 39 (كلا) لا يدخلونها ثم ابتدأ فقال (إنا خلقناهم مما يعلمون) أي من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة نبه الناس على أنهم خلقوا من أصل واحد وإنما يتفاضلون ويستوجبون الجنة بالإيمان والطاعة
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»