نوح الآية 24 28 هلك أولئك ونسخ العلم عبدت وروي عن ابن عباس أن تلك الأوثان دفنها الطوفان وطمها التراب فلم تزل مدفونة حتى أخرجها الشيطان لمشركي العرب وكانت للعرب أصنام أخر فاللات كانت لثقيف والعزى لسليم وغطفان وجشم ومناة لقديد وإساف ونائلة وهبل لأهل مكة 24 (وقد أضلوا كثيرا) أي ضل بسبب الأصنام كثير من الناس كقوله عز وجل (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) وقال مقاتل أضل كبراؤهم كثيرا من الناس (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) هذا دعاء عليهم بعدما أعلم الله نوحا أنهم لا يؤمنون وهو قوله (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) 25 (مما خطيئاتهم) أي من خطيئاتهم و (ما) صلة وقرأ أبو عمر و (خطاياهم) وكلاهما جمع خطيئة (أغرقوا) بالطوفان (فأدخلوا نارا) قال الضحاك هي في حالة واحدة في الدنيا يغرقون من جانب ويحترقون من جانب وقال مقاتل فأدخلوا نارا في الآخرة (فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا) لم يجدوا أحدا يمنعهم من عذاب الله الواحد القهار 26 (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) أحدا يدور في الأرض فيذهب ويجيء من الدوران وقال القتيبي إن أصله من الدار أي نازل دار 27 (إنك إن تذرهم يضلوا عبادك) قال ابن عباس والكلبي ومقاتل كان الرجل ينطلق بابنه إلى نوح فيقول احذر هذا فإنه كذاب وإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير عليه (ولا يلد إلا فاجرا كفارا) قال محمد بن كعب ومقاتل والربيع وغيرهم إنما قال نوح هذا حين أخرج الله كل مؤمن من أصلابهم وأرحام نسائهم وأعقم أرحام نسائهم وأيبس أصلاب رجالهم قبل العذاب بأربعين سنة وقيل سبعين سنة وأخبر الله نوحا أنهم لا يؤمنون ولا يلدون مؤمنا فحينئذ دعا عليهم نوح فأجاب الله دعاءه وأهلكهم كلهم ولم يكن فيهم صبي وقت العذاب لأن الله تعالى قال (وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم) ولم يوجد التكذيب من الأطفال 28 (رب اغفر لي ولوالدي) واسم أبيه لمك بن متوشلخ واسم أمه سمحاء بنت أنوش وكانا مؤمنين (ولمن دخل بيتي) داري (مؤمنا) وقال الضحاك والكلبي مسجدي وقيل سفينتي (وللمؤمنين والمؤمنات) هذا عام في كل من آمن بالله وملائكته وصدق الرسل (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) هلاكا ودمارا فاستجاب الله دعاءه فأهلكهم
(٤٠٠)