المزمل الآية 7 10 ممدودا بمعنى المواطأة والموافقة يقال وطأت فلانا مواطأة القلب والسمع والبصر واللسان بالليل تكون أكثر مما يكون بالنهار وقرأ الآخرون بفتح الواو وسكون الطاء أي أشد على المصلي وأثقل من صلاة النهار لأن الليل للنوم والراحة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم \ اللهم أشد وطأتك على مضر \ وقال ابن عباس كانت صلاتهم أول الليل هي أشد وطأ يقول هي أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقال قتادة أثبت في الخير وأحفظ للقراءة وقال الفراء أثبت قياما أي أوطأ للقيام وأسهل للمصلي من ساعات النهار لأن النهار خلق لتصرف العبادة والليل للخلوة فالعبادة فيه أسهل وقيل أشد نشاطا وقال ابن زيد أفرغ له قلبا من النهار لأنه لا تعرض فيه حوائج وقال الحسن أشد وطأ في الخير وأمنع من الشيطان (وأقوم قيلا) وأصوب قراءة وأصح قولا لهدأة الناس وسكون الأصوات وقال الكلبي أبين قولا بالقرآن وفي الجملة عبادة الليل أشد نشاطا وأتم إخلاصا وأكثر بركة وأبلغ في الثواب 7 (إن لك في النهار سبحا طويلا) أي تصرفا وتقلبا وإقبالا وإدبارا في حوائجك وأشغالك وأصل السبح سرعة الذهاب ومنه السباحة في الماء وقيل سبحا طويلا أي فراغا وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك فصل من الليل وقرأ يحيى بن يعمر (سبحا) بالخاء المعجمة أي استراحة وتخفيفا للبدن منه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد دعت على سارق (لا تسبخي عنه بدعائك عليه) أي لا تخففي 8 (واذكر اسم ربك) بالتوحيد والتعظيم (وتبتل إليه تبتيلا) قال ابن عباس وغيره أخلص إليه إخلاصا قال الحسن اجتهد وقال ابن زيد تفرغ لعبادته وقال سفيان توكل عليه توكلا وقيل انقطع إليه في العبادة انقطاعا وهو الأصل في الباب يقال تبتلت الشيء أي قطعته وصدقه قولهم أنت بتة بتلة أي مقطوعة عن صاحبها لا سبيل له عليها والتبتيل تفعيل منه يقال بتلته فتبتل المعنى بتل إليه نفسك ولذلك قال تبتيلا قال ابن زيد التبتل رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله تعالى 9 (رب المشرق والمغرب) قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو وحفص (رب) برفع الباء على الابتداء وقرأ الآخرون بالجر على نعت الرب في قوله (اذكر اسم ربك) (لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) قيما بأمورك ففوضها إليه 10 (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا) نسختها آية القتال
(٤٠٩)