تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٢
ق الآية 12 18 12 14 قوله عز وجل (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع) وهو تبع الحميري واسمه أسعد أبو كرب قال قتادة ذم الله قومه ولم يذمه ذكرنا قصته في سورة الدخان (كل كذب الرسل) أي كل من هؤلاء المذكورين كذب الرسل (فحق وعيد) وجب لهم عذابي ثم أنزل جوابا لقولهم ذلك رجع بعيد 15 (أفعيينا بالخلق الأول) يعني أعجزنا حين خلقناهم أولا فنعيا بالإعادة وهذا تقرير لهم لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث ويقال لكل من عجز عن شيء عيي به (بل هم في لبس) أي في شك (من خلق جديد) وهو البعث 16 (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه) يحدث به قلبه فلا يخفى علينا سرائره وضمائره (ونحن أقرب إليه) أعلم به (من حبل الوريد) لأن أبعاضه وأجزاءه يحجب بعضها بعضا ولا يحجب علم الله شيء وحبل الوريد عرق العنق وهو عرق بين الحلقوم والعلباوين يتفرق في سائر البدن والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين 17 (إذ يتلقى المتلقيان) إذ يتلقى ويأخذ الملكان الموكلان بالإنسان عمله ومنطقه يحفظانه ويكتبانه (عن اليمين وعن الشمال) أي أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فالذي عن اليمين يكتب الحسنات والذي عن الشمال يكتب السيئات (قعيد) أي قاعد ولم يقل قعيدان لأنه أراد عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد فاكتفى بأحدهما عن الآخر هذا قول أهل البصرة وقال أهل الكوفة أراد قعودا كالرسول يجعل لاثنين والجمع كما قال الله تعالى في الاثنين (فقولا إنا رسول رب العالمين) قيل أراد بالقعيد الملازم الذي لا يبرح لا القاعد الذي هو ضد القائم قال مجاهد القعيد الرصيد 18 (ما يلفظ من قول) ما يتكلم من كلام فيلفظه أي رميه من فيه (إلا لديه رقيب) حافظ (عتيد) حاضر أينما كان قال الحسن إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين عند عائطه وعند جماعه وقال مجاهد يكتبان عليه حتى أنينه في مرضه وقال عكرمة لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه أو يؤزر فيه وقال الضحاك مجلسهما تحت الشعر على الحنك ومثله عن الحسن وكان الحسن يعجبه أن
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»