تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٦
ق الآية 35 39 35 (لهم ما يشاؤن فيها) وذلك أنهم يسألون الله تعالى حتى تنتهي مسألتهم فيعطون ما شاؤوا ثم يزيدهم الله من عنده ما لم يسألوه وهو قوله (ولدينا مزيد) يعني الزيادة لهم في النعيم مما لم يخطر ببالهم وقال جابر وأنس هو النظر إلى وجه الله الكريم 36 قوله عز وجل (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد) ضربوا وساروا وتقلبوا وطافوا وأصله من النقب وهو الطريق كأنهم سلكوا كل طريق (هل من محيص) فلم يجدوا محيصا من أمر الله وقيل هل من محيص مفر من الموت فلم يجدوا فيه إنذارا لأهل مكة وأنهم على مثل سبيلهم لا يجدون مفرا عن الموت يموتون فيصيرون إلى عذاب الله 37 (إن في ذلك) فيما ذكرت من العبر والعذاب وإهلاك القرى (لذكرى) تذكرة وعظة (لمن كان له قلب) قال ابن عباس أي عقل قال الفراء هذا جائز في العربية تقول مالك قلب وما قلبك معك أي ما عقلك معك وقيل له قلب حاضر مع الله (أو ألقى السمع) استمع القرآن واستمع ما يقال له لا يحدث نفسه بغيره تقول العرب ألق إلي سمعك يعني استمع (وهو شهيد) يعني حاضر القلب ليس بغافل ولا ساه 38 قوله عز وجل (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) إعياء وتعب نزلت في اليهود حيث قالوا يا محمد أخبرنا بما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة فقال \ خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين والجبال يوم الثلاثاء والمدائن والأنهار والأقوات يوم الأربعاء والسماوات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات من يوم الجمعة وخلق في أول الثلاث الساعات الآجال وفي الثانية الآفة وفي الثالث آدم \ قالوا صدقت إن أتممت قال وما ذاك قالوا ثم استراح يوم السبت واستلقى على العرش فأنزل الله تعالى هذه الآية ردا عليهم 39 (فاصبر على ما يقولون) من كذبهم فإن الله لهم بالمرصاد وهذا قبل الأمر بقتالهم (وسبح بحمد ربك) أي صل حمدا لله (قبل طلوع الشمس) يعني صلاة الصبح (وقبل الغروب) يعني صلاة العصر وروي عن ابن عباس قال قبل الغروب الظهر والعصر
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»