تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٥
ق الآية 31 34 تعالى سبقت كلمته (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) فلما سيق أعداء الله إليها لا يلقى فيها فوج إلا ذهب فيها ولا يملؤها شيء فتقول ألست قد أقسمت لتملأني فيضع قدمه عليها تعالى عما يقول الظالمون ثم يقول هل امتلأت فتقول قط قط فليس في مزيد أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي أنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك وينزوي بعضها إلى بعض ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خلقا فيسكنه فضول الجنة \ 31 (وأزلفت الجنة) قربت وأدنيت (للمتقين) الشرك (غير بعيد) ينظرون إليها قبل أن يدخلوها 32 (هذا ما توعدون) قرأ ابن كثير بالياء والآخرون بالتاء يقال لهم هذا الذي ترونه ما توعدون على ألسنة الأنبياء عليهم السلام (لكل أواب) رجاع إلى الطاعة عن المعاصي قال سعيد بن المسيب هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب وقال الشعبي ومجاهد الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها وقال الضحاك هو التواب وقال ابن عباس وعطاء هو المسبح من قوله (يا جبال أوبي معه) وقال قتادة هو المصلي (حفيظ) قال ابن عباس الحافظ لأمر الله وعنه أيضا هو الذي يحفظ ذنوبه حتى يرجع عنها ويستغفر منها قال قتادة حفيظ لما استودعه الله من حقه قال الضحاك المحافظ على نفسه المتعهد لها قال الشعبي المراقب قال سهل بن عبد الله هو المحافظ على الطاعات والأوامر 33 (من خشي الرحمن بالغيب) محل من جر على نعت الأواب وقيل رفع على الاستئناف ومعنى الآية من خاف الرحمن وأطاعه بالغيب ولم يره وقال الضحاك والسدي يعني في الخلوة حيث لا يراه أحد قال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب (وجاء بقلب منيب) مخلص مقبل إلى طاعة الله 34 (ادخلوها) أي يقال لأهل هذه الصفة ادخلوها أي ادخلوا الجنة (بسلام) بسلامة من العذاب والهموم وقيل بسلام من الله وملائكته عليهم وقيل بسلامة من زوال النعم (ذلك يوم الخلود)
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»