تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٣
الذاريات الآية 35 43 35 (فأخرجنا من كان فيها) أي في قرى قوم لوط (من المؤمنين) وذلك قوله (فاسر بأهلك بقطع من الليل) 36 (فما وجدنا فيها غير بيت) أي غير أهل بيت (من المسلمين) يعني لوطا وابنتيه وصفهم الله تعالى بالإيمان والإسلام جميعا لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم 37 (وتركنا فيها) أي في مدينة قوم لوط (آية) عبرة (للذين يخافون العذاب الأليم) أي علامة للخائفين تدلهم على أن الله تعالى أهلكهم فيخافون مثل عذابهم 38 (وفي موسى) أي وتركنا في إرسال موسى آية وعبرة وقيل هو معطوف على قوله (وفي الأرض آيات للموقنين) وفي موسى (إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين) بحجة ظاهرة 39 (فتولى) أي فأعرض وأدبر عن الإيمان (بركنه) أي بجمعه وجنوده الذين كانوا يتقوى بهم كالركن الذي يقوى به البنيان نظيره قوله (أو آوي إلى ركن شديد) (وقال ساحر أو مجنون) قال أبو عبيدة (أو) بمعنى الواو 40 (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم) أغرقناهم فيه (وهو مليم) أي آت بما يلام عليه من دعوى الربوبية وتكذيب الرسل 41 (وفي عاد) أي وفي إهلاك عاد أيضا آية (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) وهي التي لا خير فيها ولا بركة ولا تلقح سجرا ولا تحمل مطرا 42 (ما تذر من شيء أتت عليه) من أنفسهم وأنعامهم ومواشيهم وأموالهم (إلا جعلته كالرميم) كالشئ الهالك البالي وهو نبات الأرض إذا يبس وديس قال مجاهد كالتبن اليابس قال قتادة كرميم الشجر قال أبو العالية كالتراب المدقوق وقيل أصله من العظم البالي 43 (وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين) يعني وقت فناء آجالهم وذلك أنهم لما عقروا الناقة قيل لهم تمتعوا ثلاثة أيام
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»