بجيفة زنجي وقائل يقول كل قلت يا عبد الله ولم آكل قال بما اغتبت عبد فلان فقلت والله ما ذكرت فيه خيرا ولا شرا قال لكنك استمعت ورضيت به فكان ميمون لا يغتاب أحدا ولا يدع أحدا يغتاب عنده أحد (واتقوا الله إن الله تواب رحيم) 13 (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية قال ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس وقوله للرجل الذي لم يفسح له ابن فلانة يعيره بأمه قال النبي صلى الله عليه وسلم من الذاكر فلانة فقال ثابت أنا يا رسول الله فقال انظر في وجوه القوم فنظر فقال ما رأيت يا ثابت قال رأيت أبيض وأحمر وأسود قال فإنك لا تفضله إلا في الدين والتقوى فنزلت في ثابت هذه الآية وفي الذي لم يتفسح (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا) وقال مقاتل لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا حتى علا ظهر الكعبة وأذن فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم قال الحارث بن هشام أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا وقال سهيل بن عمرو إن يرد الله شيئا يغيره وقال أبو سفيان إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبر به رب السماء فأتى جبريل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالوا فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء فقال (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) يعني آدم وحواء أي إنكم متساوون في النسب (وجعلناكم شعوبا) جمع شعب بفتح الشين وهي رؤس القبائل مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج سموا شعوبا لتشعبهم واجتماعهم كشعب أغصان الشجر والشعب من الأضداد يقال شعث أي جمع وشعب أي فرق (وقبائل) هي دون الشعوب واحدتها قبيلة وهي كبكر من ربيعة وتميم من مضر ودون القبائل العمائر واحدتها عمارة بفتح العين وهي كشيبان من بكر ودارم من تميم ودون العمائر البطون واحدتها بطن وهي كبني غالب ولؤي من قريش ودون البطون الأفخاذ واحدتها فخذ وهم كبني هاشم وأمية من بني لؤي ثم الفصائل والعشائر واحدتها فصيلة وعشيرة وليس بعد العشيرة حي يوصف به وقيل الشعوب من العجم والقبائل من العرب والأسباط من بني إسرائيل وقال أبو روق الشعوب من الذين لا يعتزون إلى أحد بل ينتسبون إلى المدائن والقرى والقبائل العرب الذين ينتسبون إلى آبائهم (لتعارفوا) ليعرف بعضكم بعضا في قرب النسب وبعده لا ليتفاخروا ثم أخبر أن أرفعهم منزلة عند الله أتقاهم فقال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) قال قتادة في هذه الآية إن أكرم الكرم التقوى وألأم اللؤم الفجور أخبرنا أبو بكر بن أبي الهيثم الترابي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي ثنا عبد الله بن حميد ثنا يونس بن محمد ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله \ الحسب المال والكرم التقوى \ قال ابن عباس كرم الدنيا الغنى وكرم الآخرة التقوى أخبرنا أبو بكر بن أبي الهيثم أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه أنا إبراهيم بن خزيم ثنا عبد الله بن حميد أنا الضحاك بن مخلد عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن
(٢١٧)