تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٤
ق الآية 25 30 الرجل في إبله وغنمه وسفره اثنان فجرى كلام الواحد على صاحبيه ومنه قولهم في الشعر للواحد خليلي وقال الزجاج هذا أمر للسائق والشهيد وقيل للمتلقيين (كل كفار عنيد) عاص معرض عن الحق قال عكرمة ومجاهد مجانب للحق معاند لله 25 (مناع للخير) أي للزكاة المفروضة وكل حق وجب في ماله (معتد) ظالم لا يقر بتوحيد الله (مريب) شاك في التوحيد ومعناه داخل في الريب 26 (الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد) وهو النار 27 (قال قرينه) يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر (ربنا ما أطغيته) ما أضللته وما أغويته (ولكن كان في ضلال بعيد) عن الحق فيتبرأ منه شيطانه قال ابن عباس وسعيد بن جبير ومقاتل قال قرينه يعني الملك قال سعيد بن جبير يقول الكافر يا رب إن الملك زاد علي في الكتابة فيقول الملك ربنا ما أطغيته يعني ما زدت عليه وما كتبت إلا ما قال وعمل ولكن كان في ضلال بعيد طويل لا يرجع عنه إلى الحق 28 (قال) يعني يقول الله (لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد) في القرآن وأنذرتكم وحذرتكم على لسان الرسول وقضيت عليكم ما أنا قاض 29 (ما يبدل القول لدي) لا تبديل لقولي وهو قوله (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) وقال قوم معنى قوله (ما يبدل القول لدي) أي لا يكذب القول عندي ولا يغير القول عن وجهه لأني أعلم الغيب وهذا قول الكلبي واختيار الفراء لأنه قال (ما يبدل القول لدي) ولم يقل ما يبدل لي (وما أنا بظلام للعبيد) فأعقبهم بغير جرم 30 (يوم نقول لجهنم) قرأ نافع وأبو بكر بالياء أي يقول الله لقوله (قال لا تختصموا لدي) وقرأ الآخرون بالنون (هل امتلأت) وذلك لما سبق لها من وعده إياها أنه يملؤها من الجنة والناس وهذا السؤال من الله عز وجل لتصديق خبره وتحقيق وعده (وتقول) جهنم (هل من مزيد) قيل معناه قد امتلأت فلم يبق في موضع لم يمتلئ فهو استفهام إنكار هذا قول عطاء ومجاهد ومقاتل بن سليمان وقيل هذا استفهام بمعنى الاستزادة وهو قول ابن عباس في رواية أبي صالح وعلى هذا يكون السؤال بقوله (هل امتلأت) قبل دخول جميع أهلها فيها وروي عن ابن عباس أن الله
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»