تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٠
سورة ق مكية وهي خمس وأربعون آية ق الآية 1 4 1 (ق) قال ابن عباس هو قسم وقيل هو اسم للسورة وقيل هو اسم من أسماء القرآن وقال القرظي هو مفتاح اسمه القدير والقادر والقاهر والقريب والقابض وقال عكرمة والضحاك هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء منه خضرة السماء والسماء مقبية وعليه كتفاها ويقال هو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة وقيل معناه قضي الأمر أو قضي ما هو كائن كما قالوا في حم (والقرآن المجيد) الشريف الكريم على الله الكثير الخير واختلفوا في جواب هذا القسم فقال أهل الكوفة جوابه بل عجبوا وقيل جوابه محذوف مجازه والقرآن المجيد لتبعثن وقيل جوابه قوله ما يلفظ من قول وقيل قد علمنا وجوابات القسم سبعة أن الشديدة كقوله (والفجر وليال عشر) (إن ربك لبالمرصاد) وما النفي كقوله (والضحى ما ودعك ربك) واللام المفتوحة كقوله (فوربك لنسألنهم أجمعين) وإن الخفيفة كقوله تعالى (إن كنا لفي ضلال مبين) ولا كقوله (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) وقد كقوله تعالى (والشمس وضحاها قد أفلح من زكاها) وبل كقوله (والقرآن المجيد) 2 (بل عجبوا أن جاءهم منذر) مخوف (منهم) يعرفون نسبه وصدقه وأمانته (فقال الكافرون هذا شيء عجيب) غريب 3 (أئذا متنا وكنا ترابا) نبعث ترك ذرك البعث لدلالة الكلام عليه (ذلك رجع) أي رد إلى الحياة (بعيد) وغير كائن أي يبعد أن نبعث بعد الموت 4 قال الله عز وجل (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم) أي ما تأكل من لحومهم ودمائهم وعظامهم لا يعزب عن علمه شيء قال السدي هو الموت يقول قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى (وعندنا
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»