تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٩
الأحقاف الآية 51 18 فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه فالإسلام هو الدخول في السلم وهو الانقياد والطاعة يقال أسلم الرجل إذا دخل في السلم كما يقال أشتى الرجل إذا دخل في الشتاء وأصاف إذا دخل في الصيف وأربع إذا دخل في الربيع فمن الإسلام ما هو في طاعة على الحقيقة باللسان والأبدان والجنان كقوله عز وجل لإبراهيم عليه السلام (أسلم قال أسلمت لرب العالمين) ومنه ما هو انقياد باللسان دون القلب وذلك قوله (ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) (وإن تطيعوا الله ورسوله) ظاهرا وباطنا سرا وعلانية قال ابن عباس تخلصوا الإيمان (لا يلتكم) قرأ أبو عمرو (يالتكم) بالألف كقوله تعالى (وما ألتناهم) والآخرون بغير ألف وهما لغتان معناهما لا ينقصكم يقال ألت يألت التا ولات يليت ليتا إذا نقص (من أعمالكم شيئا) أي لا ينقص من ثواب أعمالكم شيئا (إن الله غفور رحيم) ثم بين حقيقة الإيمان 15 فقال (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) لم يشكوا في دينهم (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) في إيمانهم فلما نزلت هاتان الآيتان أتت الأعراب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله إنهم مؤمنون صادقون وعرف الله غير ذلك منهم 16 فأنزل الله عز وجل (قل أتعلمون الله بدينكم) والتعليم ههنا بمعنى الإعلام ولذلك قال بدينكم وأدخل الباء فيه يقول أتخبرون الله بدينكم الذي أنتم عليه (والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) أي يحتاج إلى أخباركم 17 (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم) أي بإسلامكم (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) وفي مصحف عبد الله (إذ هداكم للإيمان) (إن كنتم صادقين) إنكم مؤمنون 18 (إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون) قرأ ابن كثير بالياء وقرأ الآخرون بالياء
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»