تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٣
ق الآية 19 24 ينظف عنفقته أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري ثنا إسماعيل بن جعفر بن حمدان ثنا الفضل بن عباس بن مهران ثنا طالوت ثنا حماد بن سلمة أنا جعفر بن الزبير عن القاسم بن محمد عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يسار الرجل وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر \ 19 (وجاءت سكرة الموت) غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله (بالحق) أي بحقيقة الموت وقيل بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان وقيل بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة ويقال لمن جاءته سكرة الموت (ذلك ما كنت منه تحيد) تميل قال الحسن تهرب قال ابن عباس تكره وأصل الحيد الميل يقال حدت عن الشيء أحيد حيدا ومحيدا إذا ملت عنه 20 (ونفخ في الصور) يعني نفخة البعث (ذلك يوم الوعيد) أي ذلك اليوم يوم الوعيد الذي وعده الله للكفار أن يعذبهم فيه قال مقاتل يعني بالوعيد العذاب أي يوم وقوع الوعيد 21 (وجاءت) ذلك اليوم (كل نفس معها سائق) يسوقها إلى المحشر (وشهيد) يشهد عليها بما عملت وهو عمله قال الضحاك السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيد والأرجل وهي رواية العوفي عن ابن عباس وقال الآخرون هما جميعا من الملائكة 22 فيقول الله لها (لقد كنت في غفلة من هذا) اليوم في الدنيا (فكشفنا عنك غطاءك) الذي كان في الدنيا على قلبك وسمعك وبصرك (فبصرك اليوم حديد) نافذ تبصر ما كنت تنكر في الدنيا وروي عن مجاهد قال يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك 23 (وقال قرينه) الملك الموكل به (هذا ما لدي عتيد) معد محضر وقيل (ما) بمعنى من وقال مجاهد يقول هذا الذي وكلتني به من ابن آدم حاضر عندي قد أحضرته وأحضرت ديوان أعماله 24 فيقول الله عز وجل لقرينه (ألقيا في جهنم) هذا خطاب للواحد بلفظ التثنية على عادة العرب يقولون ويلك ارحلاها وازجراها وخذاها وأطلقاها للواحد قال الفراء وأصل ذلك أن أدنى أعوان
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»