تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٦
محمد الآية 33 37 الآخرة قال ابن عباس رضي الله عنهما هم المطعمون يوم بدر نظيرها قوله عز وجل (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) الآية 33 (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) قال عطاء بالشك والنفاق وقال الكلبي بالرياء والسمعة وقال الحسن بالمعاصي والكبائر وقال أبو العالية كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل فنزلت هذه الآية فخافوا الكبائر بعد أن تحبط الأعمال وقال مقاتل لا تمنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبطلوا أعمالكم نزلت في بني أسد وسنذكره في سورة الحجرات إن شاء الله تعالى 34 (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كافر فلن يغفر الله لهم) هم أصحاب القليب وحكمها عام 35 (فلا تهنوا) لا تضعفوا (وتدعوا إلى السلم) أي لا تدعوا إلى الصلح ابتداء منع الله المسلمين أن يدعوا الكفار إلى الصلح وأمرهم بحربهم حتى يسلموا (وأنتم الأعلون) الغالبون قال الكلبي آخر الأمر لكم وإن غلبوكم في بعض الأوقات (والله معكم) بالعون والنصرة (ولن يتركم أعمالم) لن ينقصكم شيئا من ثواب أعمالكم يقال وتره يتره وترا وترة إذا نقص حقه قال ابن عباء وقتادة ومقاتل والضحاك لن يظلمكم أعمالكم الصالحة بل يؤتيكم أجورها 36 ثم حض على طلب الآخرة فقال (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) باطل وغرور (وإن تؤمنوا وتتقوا) الفواحش (يؤتكم أجوركم) جزاء أعمالكم في الآخرة (ولا يسألكم) ربكم (أموالكم) لإيتاء الأجر بل يأمركم بالإيمان والطاعة ليثيبكم عليها الجنة نظيره قوله (ما أريد منهم من رزق) وقيل لا يسألكم محمد أموالكم نظيره (قل ما أسألكم عليه من أجر) وقيل معنى الآية لا يسألكم الله ورسوله أموالكم كلها في الصدقات إنما يسألانكم غيضا من فيض ربع العشر فطيبوا بها نفسا وقروا بها عينا 37 وإلى هذا القول ذهب ابن عيينة يدل عليه سياق الآية (إن يسألكموها فيحفكم) أي يجهدكم ويلحف عليكم بمسألة جميعها يقال أحفى فلانا فلانا إذا جهده والحف عليه بالمسألة
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»