تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٩
الفتح الآية 4 6 محمد بن جرير هو راجع إلى قوله (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك في الجاهلية قبل الرسالة وما تأخر إلى وقت نزول هذه السورة وقيل ما تأخر مما يكون وهذا على طريقة من يجوز الصغائر على الأنبياء وقال سفيان الثوري ما تقدم مما عملت في الجاهلية وما تأخر كل شيء لم تعمله ويذكر مثل ذلك على طريق التأكيد كما يقال أعطى من رآه ولم يره وضرب من لقيه ومن لم يلقه وقال عطاء الخراساني ما تقدم من ذنبك يعني ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر ذنوب أمتك بدعوتك (ويتم نعمته عليك) بالنبوة والحكمة (ويهديك صراطا مستقيما) أي يثبتك عليه والمعنى ليجتمع لك مع الفتح تمام النعمة بالمغفرة والهداية إلى الصراط المستقيم وهو الإسلام وقيل ويهديك أي يهدي بك 3 (وينصرك الله نصرا عزيزا) غالبا وقيل معزا 4 (هو الذي أنزل السكينة) الطمأنينة والوقار (في قلوب المؤمنين) لئلا تنزعج نفوسهم لما يرد عليهم قال ابن عباس كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة إلا التي في سورة البقرة (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) قال ابن عباس بعث الله رسوله بشهادة أن لا إله إلا الله فلما صدقوه زادهم الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج ثم الجهاد حتى أكمل لهم دينهم فكلما أمروا بشيء فصدقوه ازدادوا تصديقا إلى تصديقهم وقال الضحاك يقينا مع يقينهم قال الكلبي هذا في أمر الحديبية حين صدق الله رسوله الرؤيا بالحق (ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما) 5 (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما) وقد ذكرنا عن أنس أن الصحابة قالوا لما نزل ليغفر لك الله هنيئا مريئا فما يفعل بنا فنزل (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات) الآية 6 (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) يريد أهل النفاق بالمدينة وأهل الشرك
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»