تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٨١
محمد الآية 15 17 15 (مثل الجنة التي وعد المتقون) أي صفتها (فيها أنهار من ماء غير آسن) آجن متغير منتن قرأ ابن كثير (آسن) بالقصر والآخرون بالمد وهما لغتان يقال أسن الماء يأسن أسنا وآسن يأسن وياسن وأجن يأجن وياجن أسونا وأجونا إذا تغير (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة) لذيذة (للشاربين) لم تدنسها الأرجل ولم تدنسها الأيدي (وأنهار من عسل مصفى) أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر عن عبد الله بن عمر عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنها الجنة \ قال كعب الأحبار نهر دجلة نهر ماء أهل الجنة ونهر الفرات نهر لبنهم ونهر مصر نهر خمرهم ونهر سيحان نهر عسلهم وهذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر (ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار) أي من كان في هذا النعيم كمن هو خالد في النار (وسقوا ماء حميما) شديد الحر تسعر عليه جهنم منذ خلقت إذا أدني منهم يشوي وجوههم ووقعت فروة رؤوسهم فإذا شربوه (فقطع أمعاءهم) فخرجت من أدبارهم والأمعاء جميع ما في البطن من الحوايا وأحدها معي 16 (ومنهم) يعني من هؤلاء الكفار (من يستمع إليك) وهم المنافقون يستمعون قولك فلا يعونه ولا يفهمونه تهاونا به وتغافلا (حتى إذا خرجوا من عندك) يعني فإذا خرجوا من عندك (قالوا للذين أوتوا العلم) من الصحابة (ماذا قال) محمد (آنفا) يعني الآن وهو من الائتناف ويقال ائتنفت الأمر أي ابتدأته وأنف الشيء أوله قال مقاتل وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ويعيب المنافقين فإذا خرجوا من المسجد سألوا عبد الله بن مسعود استهزاء ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس وقد سئلت فيمن سئل (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) فلم يؤمنوا (واتبعوا أهواءهم) في الكفر والنفاق 17 (والذين اهتدوا) يعني المؤمنين (زادهم) ما قال الرسول (هدى وآتاهم تقواهم) وفقهم للعمل بما أمرهم به وهو التقوى قال سعيد بن جبير وآتاهم ثواب تقواهم
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»