محمد الآية 20 22 بردة عن الأغر المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مؤة \ قوله عز وجل (وللمؤمنين والمؤمنات) هذا إكرام من الله تعالى لهذه الأمة حيث أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لذنوبهم وهو الشفيع المجاب فيهم (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) قال ابن عباس والضحاك متقلبكم متصرفكم ومنتشركم في أعمالكم في الدنيا ومثواكم مصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار وقال مقاتل وابن جرير متقلبكم منصرفكم لأشغالكم بالنهار ومثواكم مأواكم إلى مضاجعكم بالليل وقال عكرمة متقلبكم من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ومثواكم مقامكم في الأرض وقال ابن كيسان متقلبكم من ظهر إلى بطن ومثواكم مقامكم في القبور والمعنى أنه عالم بجميع أحوالكم فلا يخفى عليه شيء منها 20 (ويقول الذين آمنوا) حرصا منهم على الجهاد (لولا نزلت سورة) تأمرنا بالجهاد (فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال) قال قتادة كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي محكمة وهي أشد القرآن على المنافقين (رأيت الذين في قلوبهم مرض) يعني المنافقين (ينظرون إليك) شزرا بتحديق شديد كراهية منهم للجهاد وجبنا عن لقاء العدو (نظر المغشي عليه من الموت) كما ينظر الشاخص بصره عند الموت (فأولى لهم) وعيد وتهديد ومعنى قولهم في التهديد أولى لك أي وليك وقاربك ما تكره 21 ثم قال (طاعة وقول معروف) وهذا ابتداء محذوف الخبر تقديره طاعة وقول معروف أمثل أي لو أطاعوا وقالوا قولا معروفا كان أمثل وأحسن وقيل مجازه يقول هؤلاء المنافقون قبل نزول السورة المحكمة طاعة رفع على الحكاية أي أمرنا طاعة أو منا طاعة وقول معروف حسن وقيل هو متصل بما قبله واللام في قولهم بمعنى الباء مجازه فأولى بهم طاعة الله ورسوله وقول معروف بالإجابة أي لو أطاوا كانت الطاعة والإجابة أولى بهم وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (فإذا عزم الأمر) أي جد الأمر ولزم فرض القتال وصار الأمر معزوما (فلو صدقوا الله) في إظهار الإيمان والطاعة (لكان خيرا لهم) وقيل جواب إذا محذوف تقديره فإذا عزم الأمر نكلوا وكذبوا فيما وعدوا ولو صدقوا الله لكان خيرا لهم 22 (فهل عسيتم) فلعلكم (إن توليتم) أعرضتم القرآن وفارقتم أحكامه (أن تفسدوا في الأض) تعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية فتفسدوا في الأرض بالمعصية والبغي وسفك الدماء
(١٨٣)