تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٩٧
بالتمر وجعل الآخر يجيء بالسمن قال وأحسبه قد ذكر السويق قال فحاسوا حيسا فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد الواحد الشيباني قال سمعت ابن أبي أوفى يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت القدور نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفؤا القدور ولا تطعموا من لحوم الحمر شيئا قال عبد الله بن عباس فقلنا إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنا لأنها لم تخمس وقال آخرون حرمها البتة وسألت عنها سعيد بن جبير فقال حرمها البتة أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنها محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن حبيب الحارث أنا خالد بن الحارث ثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أردت أن أقتلك قال ما كان الله ليسلطك على ذلك أو قال علي قال قالوا ألا تقتلها يا رسول الله قال لا وتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن إسماعيل قال يونس عن الزهري قال عروة قالت عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه \ يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن بشار أنا حرمي أنا شعبة قال أخبرني عمارة عن عكرمة عن عائشة قالت لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر أنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أحمد بن المقدام ثنا فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة أخبرني نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف التمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم على ذلك ما شئنا فأقروا حتى أجلاهم عمر في أمارته إلى تيماء وأريحاء قال محمد بن إسحاق فلما سمع أهل فدك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يسيرهم ويحقن لهم دماءهم ويخلوا له الأموال ففعل ثم إن أهل خيبر سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعاملهم الأموال على النصف ففعل على أنا إذا شئنا أخرجناكم فصالحه أهل فدك على مثل ذلك فكانت خيبر للمسلمين وكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم شاة مصلية وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها الذراع فأكثرت فيها السم وسممت سائر الشاة ثم جاءت بها فلما وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تناول الذراع فأخذها فلاك منها مضغة فلم يسغها ومعه بشر بن البراء بن معرور وقد أخذ منها كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما بشر فأساغها وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها ثم قال إن هذا العضو ليخبرني أنه مسموم ثم دعا بها فاعترفت فقال ما حملك على ذلك قال بلغت من
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»