محمد الآية 27 32 27 (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) 28 (ذلك) أي الضرب (بأنهم اتبعوا ما أسخط الله) قال ابن عباس بما كتموا من التوراة وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم (وكرهوا رضوانه) كرهوا ما فيه رضوان الله وهو الطاعة والإيمان (فأحبط أعمالهم) 29 (أم حسب الذين في قلوبهم مرض) يعني المنافقين (أن لن يخرج الله أضغانهم) أن لن يظهر أحقادهم على المؤمنين فيبديها حتى يعرفوا نفاقهم واحدا ضغن قال ابن عباس حسدهم 30 (ولو نشاء لأريناكهم) أي لأعلمناكهم وعرفناكهم (فلعرفتهم بسيماهم) بعلامتهم قال الزجاج المعنى لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة تعرفهم بها قال أنس ما خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين كان يعرفهم بسيماهم (ولتعرفنهم في لحن القول) في معناه ومصده واللحن وجهان صواب وخطأ فالفعل من الصواب لحن يلحن لحنا فهو لحن إذا فطن للشيء ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم \ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض \ والفعل من الخطأ لحن يلحن لحنا فهو لاحن والأصل فيه إزالة الكلام عن جهته والمعنى إنك تعرفهم فيما يعرضون به من تهجين أمرك وأمر المسلمين والاستهزاء بهم فكان بعد هذا لا يتكلم منافق عند النبي صلى الله عليه وسلم إلا عرفه بقوله ويستدل بفحوى كلامه على فساد خلقه وعقيدته (والله يعلم أعمالكم) 31 (ولنبلونكم) ولنعاملنكم معاملة المختبر بأن نأمركم بالجهاد والقتال (حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) أي علم الوجود يريد حتى يتبين المجاهد والصابر على دينه من غيره (ونبلو أخباركم) أي نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال ولا يصبر على الجهاد وقرأ أبو بكر عن عاصم (وليبلونكم حتى يعلم) ويبلو بالياء فيهن لقوله تعالى (والله يعلم أعمالكم) وقرأ الآخرون بالنون فيهن لقوله تعالى (ولو نشاء لأريناكم) وقرأ يعقوب (ونبلو) ساكنة الواو ردا على قوله (ولنبلونكم) وقرأ الآخرون بالفتح ردا على قوله (حتى نعلم) 32 (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا) إنما يضرون أنفسهم (وسيحبط أعمالهم) فلا يرون لها ثوابا في
(١٨٥)