الفتح الآية 11 15 ثبت على البيعة (فسيؤتيه) قرأ أهل العراق (فسيؤتيه) بالياء وقرأ الآخرون بالنون (أجرا عظيما) وهو الجنة 11 (سيقول لك المخلفون من الأعراب) قال ابن عباس ومجاهد يعني أعراب بني غفار ومزينة وجهينة وأشجع وأسلم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد المسير إلى مكة عام الحديبية معتمرا استنفر من حول المدينة من الأعراب وأهل البوادي ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت فأحرم بالعمرة وساق معه الهدي ليعلم الناس أنه لا يريد حربا فتثاقل عنه كثير من الأعراب وتخلفوا واعتلوا بالشغل فأنزل الله تعالى فيهم (سيقول لك المخلفون من الأعراب) يعني الذين خلفهم الله عز وجل عن صحبتك فإذا انصرفت من سفرك إليهم فعاتبهم لي التخلف عنك (شغلتنا أموالنا وأهلونا) يعني النساء والذراري أي لم يكن لنا من يخلفن فيهم (فاستغفر لنا) تخلفنا عنك فكذبهم الله عز وجل في اعتذارهم فقال (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) من أمر الاستغفار فإنهم لا يبالون استغفر لهم النبي صلى الله عليه وسلم أولا (قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا) سوأ (أو أراد بكم نفعا) قرأ حمزة والكسائي (ضرا) بضم الضاد وقرأ الآخرون بفتحها لأنه قابله بالنفع والنفع ضد الضر وذلك أنهم ظنوا أن تخلفهم عن النبي صلى الله عليه وسلم يدفع عنهم الضر ويعجل لهم النفع بالسلامة في أنفسهم وأموالهم فأخبرهم الله تعالى إن أراد بهم شيئا من ذلك لم يقدر أحد على دفعه (بل كان الله بما تعملون خبيرا) 12 (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا) أي ظننتم أن العدو يستأصلهم فلا يرجعون (وزين ذلك في قلوبكم) زين الشيطان ذلك الظن في قلوبكم (وظننتم ظن السوء) وذلك أنهم قالوا إن محمدا وأصحابه أكلة رأس فلا يرجعون فأين تذهبون معه انتظروا ما يكون من أمرهم (وكنتم قوما بورا) هلكى لا تصلحون لخير 13 15 (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب
(١٩١)