تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٤
محمد الآية 23 26 وترجعوا إلى الفرقة بعدما جمعكم الله بالإسلام (وتقطعوا أرحامكم) قرأ يعقوب (وتقطعوا) بفتح التاء خفيف والآخرون بالتشديد من التقطيع على التكثير لأجل الأرحام قل قتادة كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن وقال بعضهم هو من الولاية وقال المسيب ابن شريك والفراء يقول فهل عسيتم إن وليتم أمر الناس أن تفسدوا في الأرض بالظلم نزلت في بني أمية وبني هاشم يدل عليه قراءة علي بن أبي طالب (توليتم) بضم التاء والواو وكسر اللام يقول إن وليتكم ولاة جائزة خرجتم معهم في الفتنة وعاونتوهم 23 (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) عن الحق 24 (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فلا تفهم مواعظ القرآن وأحكامه و (أم) بمعنى بل أخبرنا أحمد بن إبراهيم أنا أبو إسحاق الثعلبي أنبأني عقيل بن محمد أنا المعافى بن زكريا أنا محمد بن جرير ثنا بشر ثنا حماد بن زيد ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) فقال شاب من أهل اليمن بل على قلوب أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها فما زال الشاب في نفس عمر حتى ولي فاستعان به 25 (إن الذين ارتدوا على أدبارهم) رجعوا كفارا (من بعد ما تبين لهم الهدى) قال قتادة هم كفارا أهل الكتاب كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد ما عرفوه وجدوا نعته في كتابهم وقال ابن عباس والضحاك والسدي هم المنافقون (الشيطان سول لهم) زين لهم القبيح (وأملى لهم) قرأ أهل البصرة بضم الألف وكسر اللام وفتح الياء على ما لم يسم فاعله وقرأ مجاهد بإرسال الياء على وجه الخير من الله عز وجل عن نفسه أنه يفعل ذلك وتروى هذه القراءة عن يعقوب وقرأ الآخرون (وأملى لهم) بفتح الألف أي وأملى الشيطان لهم مد لهم في الأمل 26 (ذلك بأنهم) يعني المنافقين أو اليهود (قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) وهم المشركون (سنطيعكم في بعض الأمر) في التعاون على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم والقعود عن الجهاد وكانوا يقولونه سرا فأخبر الله تعالى عنهم (والله يعلم إسرارهم) قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر بكسر الهمزة على المصدر والباقون بفتحها على جمع السر
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»