تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٢
الشورى الآية 50 52 50 (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا) يجمع له بينهما فيولد له الذكور والإناث (ويجعل من يشاء عقيما) فلا يلد ولا يولد له قيل هذا في الأنبياء عليهم السلام (يهب لمن يشاء إناثا) يعني لوطا لم يولد له ذكر إنما ولد له ابنتان (ويهب لمن يشاء الذكور) يعني إبراهيم عليه السلام لم يولد له أنثى (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا) يعني محمد صلى الله عليه وسلم ولد له بنون وبنات (ويجعل من يشاء عقيما) يحيى وعيسى عليهما السلام لم يولد لهما وهذا على وجه التمثيل والآية عامة في حق كافة الناس (إنه عليم قدير) 51 قوله عز وجل (ومن كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى ونظر إليه فقال لم ينظر موسى إلى الله عز وجل فأنزل الله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) يوحي إليه في المنام أو بالإلهام (أو من وراء حجاب) يسمعه كلامه ولا يراه كما كلمه موسى عليه الصلاة والسلام (أو يرسل رسولا) إما جبريل أو غيره من الملائكة (فيوحي بإذنه ما يشاء) أي يوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن الله ما يشاء قرأ نافع (أو يرسل) برفع اللام على الابتداء (فيوحي) ساكنة الياء وقرأ الآخرون بنصب اللام والياء عطفا على محل الوحي لأن معناه وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي إليه أو يرسل رسولا (إنه علي حكيم) 52 (وكذلك) أي كما أوحينا إلى سائر رسلنا (أوحينا إليك روحا من أمرنا) قال ابن عباس نبوة وقال الحسن رحمة وقال السدي ومقاتل وحيا وقال الكلبي كتابا وقال الربيع جبريل وقال مالك بن دينار يعني القرآن (ما كنت تدري) قبل الوحي (ما الكتاب ولا الإيمان) يعني شرائع الإيمان ومعالمه قال محمد بن إسحاق بن خزيمة الإيمان في هذا الموضع الصلاة ودليله قوله عز وجل (وما كان الله ليضيع إيمانكم) وأهل الأصواء على أن الأنبياء عليهم السلام كانوا مؤمنين قبل الوحي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله قبل الوحي على دين إبراهيم ولم يتبين له شرائع دينه (ولكن جعلناه نورا) قال ابن عباس يعني الإيمان وقال السدي يعني القرآن (نهدي به) نرشد به (من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي) أي لتدعو (إلى صراط مستقيم) يعني الإسلام
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»