تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٥
الزخرف الآية 13 18 13 (لتستووا على ظهوره) ذكر الكناية لأنه ردها إلى (ما) (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) بتسخير المراكب في البر والبحر (وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا) ذلل لنا هذا (وما كنا له مقرنين) مطيقين وقيل ضابطين 14 (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) لمنصرفون في المعاد أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا إسماعيل بن الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أبي إسحاق أخبرني علي بن أبي ربيعة أنه شهد عليا رضي الله عنه ركب فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقال ما يضحكك يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت وقال مثل ما قلت ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله قال \ العبد أو قال عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو \ 15 قوله تعالى (وجعلوا له من عباده جزءا) أي نصيبا وبعضا وهو قولهم الملائكة بنات الله ومعنى الجعل ههنا الحكم بالشيء والقول كما تقول جعلت زيدا أفضل الناس أي وصفته وحكمت به (إن الإنسان) يعني الكافر (لكفور) جحود لنعم الله (مبين) ظاهر الكفران 16 (أم اتخذ مما يخلق بنات) هذا استفهام توبيخ وإنكار يقول اتخذ ربكم لنفسه البنات (واصطفاكم بالبنين) كقوله (فأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا) 17 (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) بما جعل لله شبها وذلك أن ولد كل شيء يشبهه يعني إذا بشر أحدهم بالبنات كما ذكر في سورة النحل (وإذا بشر أحدهم بالأنثى) (ظل وجهه مسودا وهو كظيم) من الغيظ والحزن 18 (أو من ينشأ) قرأ حمزة والكسائي وحفص (ينشأ) بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين أي يربى وقرأ الآخرون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين أي ينبت ويكبر (في الحلية) في
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»